اعلن الرئيس السينغالي ماكي صال عن إرسال 1200 جندي إلي السعودية للمشاركة في عواصف الحزم والأمل وحماية الأماكن المقدسة.
وبهذا تكون السينغال بشطارتها المعهودة قد اصطادت عدة عصافير بحجر واحد، فمن جهة حازت سبق المبادرة في منطقتها، ومن جهة أخرى ضمنت موارد مالية هائلة، قسم منها لتجهيز القوات السينغالية تجهيزا كاملا يبدأ من الجوارب إلي الأسلحة المتطورة مرورا بالمأكولات والبهارات وماء زمزم وتأمين العمرة والحج لأعداد خارج الحصة المعتادة، ومنح ديات مغلظة لمن يقضي نحبه هناك من "الجانبار" مع منح مالية وحظوة خاصة للسينغال لدي السعودية مكنت من ضخ أزيد من مليار دولار سنويا من الاستثمارات والإكراميات والزكوات والهبات إلي البلد الافريقي الناعم الذي أعاد هيكلة قواته المسلحة التي لم تنقلب يوما لتصبح ودادية تحصيل وعلاقات عامة تتواجد على كل مسارح التوتر لجلب العملات الصعبة واعطاء بعد ميداني للدبلوماسية السينغالية التي تعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة.
ما يسترعي الانتباه هو أن عكاشة السينغالي سبقنا هذه المرة أيضا في سباق التقرب من السعودية الذي بدأناه في وقت مبكر، فقد دعمت موريتانيا عاصفة الحزم ودعمت عاصفة الأمل وقام الرئيس الموريتاني بزيارة ناجحة للسعودية ونقبنا في الماضي البعيد بين مرضعات الملك سلمان لأن احداهن موريتانية وأطلقت عليه أوساطنا الشعبية ابن الشنقيطية.. لكن ديبلوماسيتنا والحق يقال تأخرت في توظيف ديناميكية التواصل الجديد مع السعودية ولم تترجمها في قرارات تناسب انشغالات اللحظة وتحقق قدرا من المصالح المتبادلة من قبيل الاعلان عن وضع قوة موريتانية تحت تصرف الاشقاء وإشراكهم في تجهيزها بما يمنح قواتنا خبرات دولية إضافية ويتيح لها تدريبات عملية على مسارح أخرى وبتجهيزات جديدة.
وطبعا نحن حريصون على أرواح جنودنا وهي أغلى مالدينا لكن المؤشرات تؤكد استحالة الحرب البرية وعدم الحاجة إليها.. فمشاركة من هذا القبيل هي بمثابة بشري تطمئن لها القلوب وتنفتح لها الجيوب.. وهي بمثابة الانخراط في محور عربي إسلامي فاعل يملي تدبر مجريات اللحظة أن لا تغيب عنه موريتانيا وأن لا تسمح بأن تغيب وأن لا تلتحق متأخرة كي لا تقصي من النتائج الاستراتيجية المرتقبة عربيا وإسلاميا ودوليا.
بقلم: أحيدوت ولد أعمر