تباينت آراء الصحفيين والمدونين الموريتانيين حول المؤتمر الصحفي الأخير للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وتعرض السراج لآراء بعض الإعلاميين والنشطاء الذين تناولوا المؤتمر الصحفي بالنقد أو الإشادة
الإعلامي سيدي محمد ولد بلعمش : مؤتمر في صالح الرئيس
كان المؤتمر الصحفي البارحة في صالح الرئيس ولد عبد العزيز بشكل عام هذا إذا استثنينا اعترافه باتصال المخادع العراقي عليه أثناء حديثه عن "قضية أكرا" و بعض السقطات البسيطة
حيث لم يدخل في جدل مع الصحفيين و ربما وجد فرص مواتية في تمرير خطابه و أحيانا التنظير لطريقته في الحكم
و تبقى أهم نقطة أثيرت في المؤتمر هي التطورات الجديدة في توتر العلاقة بين الرئيس عزيز و رجل الأعمال المعارض بوعماتو حيث اتهمه ضمنيا بالوقوف وراء حملة دعائية في الصحافة الدولية بالتعاون مع الصحفي الفرنسي نيكولا بو
أما أهم نقطة غابت عنه فقد كانت توتر العلاقة مع الجارة الجزائر حيث كان غيابها مفاجئا و إن كان الصحفيون من يتحمل المسؤولية في ذلك
الدكتورة خديجة بنت سيدينا : الرئيس يستبشر بالأسئلة السخيفة
لا أعتبره مؤتمرا صحفيا للإنتقائية الواضحة لجل الصحافة ثم التأثيرعليهم والتقييد الواضح , ويبدو حسب ول صلاحي وقالها صراحة ربما لتبرير الوضعية التى وجد فيها نفسه, أن المواضيع مرتبة مسبقا :الأسئلة الأولى حول الزيارة ثم..........ثم الدبلوماسية; لم تلامس الأسئلة مشاكل المواطنين وحتى مشكلة الدبلماسية بيننا والجزائرلم تجد من يطرحها,وكذا الفساد وتفكيك النسيج الإجتماعي طرح بإستحياء وغاب مؤتمردكار لشباب لحراطين، ولماذا تقبل سنغال بتنظيمه؟ ورفض سؤالا أخيرا لصمبا سي وأشار له بالفرنسية أن لا داعي للدخول فى التفاصيل!
ظهر الرئيس منهزا مضطربا، يخاف الأسئلة رغم كل الإجراءات التقييدية من لقائه بالصحفيين وإشهاره لملفات العمالة كورقة ضغط عليهم وكذلك لقاء الوزير اليوم الذى يصب فى نفس المنحى!
كان يتنفس بعمق ويستبشر بل يبتسم لكل من وهبه سؤالا سخيفا، لم يكن مقنعا يلتفت يمينا وشمالا لعله يقرأ فى وجه أحدهم إقتناعه بما يقول، وبدى الصحفيون ينصتون وكأن على رؤوسهم الطير ينظرون له بخجل يبطن خوفا! ما هكذا تكون المهنية يا أحرار وسلاطين السلطة الرابعة.
الإعلامي أحمد أبو المعالي : الأسئلة المهمة غابت عن مؤتمر الرئيس
لقد ذهب النور الذي كان المواطنون يجدونه في مثل هذه اللقاءات ويخيل إلي أن المتتبع للقاء البارحة لن يخرج بكثير من المعطيات الجديدة التي تهمه إلا اللمم..ويمكن في هذا السياق تسجيل الملاحظات العابرة التالية ضمن أخرى.
-بعض المحاورين كان رسميا أكثر من مؤسسته الرسمية وكان البعض رئيسا أكثر من الرئيس ..فتحس أسئلته عبارة عن تمهيد وتوطئة مناسبة .. ليتحدث الرئيس عن إنجازاته وعن موقفه من القضايا العامة .دون أن تمس ملفات وقضايا يحتاج الرأي العام إلى توضيح فيها .وأحيانا يكونون كمن يضع يد الرامي على الزناد ويصوب البندقية تجاه الهدف المنشود بدقة ثم يضع يد المعني على الزناد .فالحديث عن نهضة عمرانية غير مسبوقة..وعن رسوخ قدم النظام على سكة ثابتة وتزكية مثل هذا النوع من اللقاءات والتطبيل لها أمور كان بإمكان المحاورين الاستغناء عنها..فللبيت رب سيحميه..
كما أنه من المثير الحديث عن تنسيق مسبق ترتب فيه الأولويات وتحدد المحاور وهو ما يفقد مثل هذه المؤتمرات ذات الوقت المحدد نكهتها وأهميتها ..فبعض الصحفيين يستهويه الاقتصاد والبعض بحكم تخصصه يعالج القضايا السياسية وآخرون يتأبطون المشاكل العامة ذات البنى المختلفة..وتحديد الأقانيم للأسئلة سلفا تقييد صارخ..وتحكم غير مبرر لايليق بصحفي حر وموضوعي أن يرضخ له.
ولعل هذا الاتفاق المسبق هو ما أثر على الحوار وصبغه يلون باهت لايخدم أي طرف من الأطراف. إذ دار أغلبه حول الزيارة وما استفاد الرئيس منها كما ورد في أحد الأسئلة. ..وظل الجميع يدور في أمور عامة ومكررة تحدث عنها أكثر من مرة وخاصة في طلته الأخيرة وهو ما لايتناسب مع مستوى بعض القامات الإعلامية الكبرى ..لذلك تأجلت القضايا التي تهم المواطن ولم ينتبه لها الزملاء إلا نهاية اللقاء ..وربما لاحقا سيتحفظ كثير من المواطنين في المستقبل على تكليف الإعلاميين ع بتوصيل رسائلهم للجهات العليا ردة فعل على ما حصل البارحة.
أستغرب أن يعض المحاورين يطرحون أسئلة ينساها الرئيس أو يتجاهلها ثم لاينبهونه عليها..
كما غابت قضايا هامة أو مر عليها الحوار مرور الكرام دون أن يتناولها بالطريقة المناسبة .
عموما لايمكن أن نقول إن اللقاء خلا من طرق بعض المواضيع المهمة وتناول أمور هامة ..لكن ما يقارب ثلاث
ساعات من وقت الرئيس كان بالإمكان استغلاله أفضل بكثير مما تم.
إذا كان من الإنصاف القول إن الهدف من المشاركة في مثل هذه المؤتمرات ليس إحراج الرئيس أو حشره في زاوية ضيقة..أو تسجيل هدف في مرماه ..فإنه من الإنصاف القول بأن "تهيدين" ومجاملة الرئيس ليست هي الأخرى هدفا...وبين هذا وذك يبقى الأهم هو إثارة الأسئلة الملحة وطرح مشاكل المواطنين وإنارة الرأي العام حول القضايا الوطنية الكبرى..وهو ما غاب في مؤتمر الرئيس
الأستاذ عبد الفتاح ولد حبيب : الرئيس منفتح على الصحافة
: يطنب بعض المعارضين في مدح الصحفيين الذين يطرحون أسئلة جريئة أو الذين يقدمون تعاليقهم ومواقفهم أحيانا مع أسئلتهم، وفي المقابل يكيل بعض الموالين الشتائم لهؤلاء الصحفيين، والرأي بالنسبة لي أنه من حق أي صحفي أن يطرح ما شاء من الأسئلة لكن ينبغي أن تكون أسئلة لا أن ينتهز الفرصة لتمرير رؤية أو موقف فالمطلوب في هذه اللقاءات هو موقف الرئيس ورؤيته لأن للصحافة مواقعها وجرائدها لكتابة مواقفها والتعبير عنها. ينبغي أيضا للمعارضين الذين يمتدحون هؤلاء الصحفيين أن يفهموا أنهم تم استدعائهم للقاء الصحفي بعلم من الرئيس وبمعرفة بمواقفهم فهو انفتاح على رأيهم إذا، كما أن من يمتدح صحفيا على جرأته في الوقوف أمام الرئيس لإحراجه، عليه أن يعترف للرئيس بتقبله للإحراج وللرأي المخالف ولحرية الصحافة.
- لقد كان رد الرئيس عن سؤال المجلس الأعلى للشباب واضحا وصريحا وقد عبر عن ثقة في عمل اللجنة المحضرة وهي ثقة في محلها، فمن اطلع على طريقة عمل اللجنة سيعلم أنها قدمت عملا تاريخيا، وحين يعلن أعضاء المكتب التنفيذي سيعلم الجميع أن طريقة الاختيار كانت مختلفة وجديدة، فأيا كانت الأسماء التي سيتم اختيارها من بين اللائحة التي قدمنا للرئيس فهي أسماء جديرة بالقيادة وجديرة بتمثيلنا نحن الشباب وبتمثيل رؤيتنا التجديدية والإصلاحية، فقد تم اختيارهم على أساس كفاءتهم وتاريخهم. لقد اتضح للجميع البارحة أن اللجنة كانت جادة حين كانت تقول أنه لا توجد وساطة من أي كان يمكنها التدخل في عملها، وهو أمر كان عصي على الجميع فهمه وتصديقه.
نقلا عن السراج الاخباري