تعيش الساحة في هذه الأيام طوفانا كاسحا من الشائعات و الشائعات المضادة يجعل المواطن البسيط في حيرة من أمره و الساحة بمجملها في غاية الإرتباك.
وما إقالة قائد الأمن الرئاسي و توقيفه وإطلاق سراحه و العثور علي سيارات للدولة مخبأة ونهب حساب الأجيال و حساب آخر في البنك المركزي و لقاء مزعوم بين الرئيسين المنصرف و الحالي و نقاش بينهما حول مستجدات الساحة وإقالة قائدي الدرك و الحرس و نيات لدي المنصرف بالمواجهة و الرجوع للقاعدة و الأعماق إلي غير ذالك مما لا يتأتي حصره إلا غيض من فيض هذا الهرج الذي لا يمكن تصوره دون فاعل و منسق يدبر أمره و يذكي جذوته حتي لا تخبو.
و لا بد أن لهذا الفاعل المستتر بعضه من أهداف يسعي من ورائها إلي التشويش علي المسار الجديد حتي يبقيه رهين المهد و يحول دون مبتغاه.
و أيا كان ذاك المتصرف فإنه يتعين علي السلطة الحاكمة الوقوف بحزم في وجهه و اتخاذ التدابير السياسية و الأمنية والإعلامية الكفيلة بوقفه عند حده و تفادي خطره و بطره علي هذا الكيان الذي يكتنفنا.
من ذالك علي سبيل المثال أن تكون مقابل هذا الإرجاف حملة إعلامية بقصد إنارة الرأي العام حول مجريات الأمور ضمن إجراءات ترفع اللبس و تشبع الطمأنينة في الجمهور الغالب الذي يرتاح للنهج الجديد و يشفق عليه من الكيد و المكائد.
إن شعور السلطة و الدوائر المسئولة أمنيا بالسيطرة الكاملة علي الأوضاع كما نرجو و نتوخي لا ينبغي أن يظل حكرا علي المعنيين دون العامة التي هي إليه أحوج.
فتعين إذا البحث عن صيغ لمشاركة هذا الشعور الذي نرجو أن يتعزيز حتي يكون مستحيلا التقهقر إلي حيث مهاوي الإفلاس و التفليس.
بقلم: سيدي محمد سيد أعمر