كان رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني واضحا حين قال "إن موقف موريتانيا ثابت من قضية الصحراء وهو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وتبني موقف الحياد الإيجابي والوقوف على نفس المسافة من جميع الأطراف وهو الموقف الثابت الذي لا تغيير فيه".
فالأسس التي قام عليها الموقف الموريتاني من قضية الصحراء متعددة منها ما هو تاريخي ومنها ما هو سياسي وهي معروفة لدى الجميع.
ورئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يدرك حساسية ملف الصحراء ولعبة التوازنات الإقليمية والدولية بشأنها، لذلك واعتمد على موقف بلاده التاريخي تجاه الصحراء، رغبة منه في عدم ترضية طرف وإثارة غضب طرف آخر.
فموريتانيا تلتزم الحياد الايجابي بين الأشقاء، والبقاء بعيدا عن تجاذبات القضية الصحراوية إلا أن كل هذه المواقف المتزنة والحكيمة لموريتانيا ولقيادتها لم تمنع الإعلام المغربي و "قادة الرأي" في كبريات الصحف المغربية من الدخول في حملة تهويل ونشر سخافات مضحكة ومثيرة للسخرية، والدخول في حملة إعلامية غير هادفة ولا تخدم لا قضية الصحراء ولا تغير من موقف دولة ذات سيادة هي الجمهورية الإسلامية الموريتانية شيئا.
الموقف الموريتاني هذا ليس مفاجئا، وتغيير سياق تصريحات رئيس الجمهورية من حيث مضمونها وسياقها الزمني كذلك لم يكن بريئا، وللأسف لإعلام المغربي مغيب وقد تجاوزه الزمن، تخيلوا ونحن في القرن الواحد والعشرين وهم لا زالوا يستخدمون مصطلحات من قبيل "الضغوط" و "المؤامرات" و "الإغراءات" و "صراع الأجنحة".
كان على "قادة السلطة الرابعة" عدم التسرع وتحريف التصريحات والتهويل والدخول في حملة لا نهاية لها ولا تغير من الأمر شيئا، وانتظار "الرّد" الذي طال انتظاره كثيرا فقد يكون " الرّد" المنشود الذي قد يكون في اتجاه آخر وقد لا يأتي أبدا.
عبد الله ولد محمدو