لفت انتباهي مؤخرا تحامل بعض الإعلاميين و المدونين وتهافتهم علي توجيه اتهامات جزافية لا نهاية لها الي الوزير الأول المهندس اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا(الذي لا اعرفه شخصيا ولم اقابله يوما وقد لا اقابله ابدا)، دون أن يتقدم احد من هؤلاء بأبسط دليل علي مزاعمه في حق هذا الرجل.
وبعد مراجعتي لما تيسر من المقالات و التدوينات والمواقف المختلفة المنتقدة للحكومة الحالية تشكيلة واداءا وجدت ان معظمها لم يكن يميز بين شخص الوزير الأول وبين حكومته وهي الحكومة المغضوب على معظم أعضائها من الشعب المورتاني بموالاته قبل معارضته لأسباب لا أحد يجهلها.
ومع أن تلك الآراء والمواقف بالمجمل لم تكن موضوعية ولا منصفة في حق شخص الوزير الأول ولد الشيخ سيديا علي الاقل إلا أنها لم تكن جميعها من مشكاة واحدة.
فمثلا إذا كانت دوافع بعضها مفهومة لجهة ان لها علاقة بمشاعر الغضب والاحباط الذي يعيشه الشارع المورتاني بسبب إحتواء تشكيلة الحكومة علي رموز العشرية الماضية وأبرز ادواتها الكاسرة التي عاثت بها في البلاد فسادا، فإن بعضها الآخر كان مغرضا علي نحو مكشوف و بكل المقاييس وبعيدا كل البعد عن المهنية والموضوعية. علما انه ايا كانت الدوافع فلا شيء يبرر مطلقا الإستهداف الشخصي الواضح للوزير الأول خصوصا ان أحدا لم يقدم دليلا ملموسا علي تورط الرجل المباشر في اي تجاوز أو جرم في حق الوطن.
من هنا و بصفتي ناشط سياسي ومدون مؤمن بدور الكتابة والصحافة والنشر في انارة وبناء الرأي العام ومكافحة التعصب والخوض في الاعراض، فإنني اري من المناسب في هذا المقام أن اسجل جملة من الملاحظات:
1)كلنا نتذكر ان حال بلادنا صبيحة تسلم الرئيس غزواني مقاليد الحكم، كان يشبه الي حد بعيد حال بلد خرج لتوه من حرب طاحنة اتت علي الأخضر واليابس و دمرت فينا كل شيء حتي الامل.
2) ان البلاد لم تكد تخرج من سنوات العشرية العجاف في الفاتح من شهر اغشت 2019 حتي دخلت في مواجهتين شرستين أولاهما كانت مع الجفاف المزمن الذي تشهده البلاد ويهدد ثروها الحيوانية بالنفوق. والثانية مع جائحة كورونا الكونية و التي بدأت بالظهور بعد ذلك بشهرين. مستحوذة علي معظم جهود الدولة وطاقاتها ومسببة تعطيلا شاملا للحياة الاقتصادية في البلاد والعالم.
3) كل أبناء الشعب المورتاني يعرفون علي وجه الدقة هويات المستحوذين علي ثرواتهم المنهوبة والمصادرة(ثابتة ومنقولة) ولديهم كافة تفاصيل البروتوكولات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية و المواقف الدبلوماسية المخجلة التي بمقتضاها تم تنازل حكومات العشرية عن مصالح البلاد العليا وعن حقوق الشعب و اجياله القادمة.
4) بعد البحث في مختلف التدوينات المتحاملة علي الوزير الاول المهندس اسماعيل ولد الشيخ سيديا لم أقف علي ما يثبت ان الرجل ضالع بشكل مباشر في أي تفريط في حق،
5) كل ما توصلت إليه هو ان الرجل اي الوزير الأول هو مهندس رئيسي وخريج احدي اكثر مدارس الهندسة في الغرب مصداقية و يشهد له كثيرون بالكفائة والنزاهة وحسن الخلق ولم اسمع ان مليارات مودعة باسمه أو ان هكتارات الأراضي مسجلة بإسمه ناهيك عن عراقة وسمو المدرسة الروحية والأخلاقية التي ينتمي،
6)ان كون المهندس اسماعيل ولد الشيخ سيديا .خدم كوزير أو مسؤول سامي في العشرية الماضية او انه ينتمي الي مدرسة روحية سياسية أو دينية لا تنسجم عقائديا مع هذه المدرسة أو تلك فهذه امور اذا لم تحسب للرجل فلا يجوز أن تحسب عليه. خاصة ان كل من خدم في العشرية الماضية ونجي بجلده من ما عرفته من فظاعات يكون اما رجل نزاهة واستقامة من الصف الأول أو صاحب حظ عظيم،
7) مع احترامي للرأي الآخر وبصفتي احد المدافعين عن الحريات وخاصة حرية التعبير إلا أنني وبكل أمانة اجد صعوبة كبيرة في اجاد تفسير لهواية البعض المتمثلة في توزيع الاتهامات في كل الاتجاهات دون دليل و اطلاقه لحملات التشهير المغرضة في حق رجالات الدولة لمجرد.انه لا يتفق معهم في المشارب السياسية أو الروحية أو العقائدية،
8) لقد استنكرت علي غرار كثيرين الإبقاء علي أركان نظام العشرية وتمكينهم من معظم مفاصل الدولة ومرافقها الحيوية وحتي انني قد اكون من أوائل داعمي الرئيس غزواني الذين عبروا عن رفضهم للإبقاء علي تلك الرموز. منطلقا في ذلك من ان خروج ولد عبد العزيز وحده من المشهد السياسي لن يشكل فرقا لان أبرز أدواته التي بطش بها ما زالت تتحكم في كل شيء تقريبا.
9) الواقعية والإنصاف يفرضان علي الجميع ان أن لا يغيب عن بالهم في خضم مطالبتهم المشروعة للوزير الأول بالعمل والأنجاز ان عجلة التنمية والإنتاج في العالم أجمع متوقفة بشكل كامل. وان كل جهود دول العالم منصبة حصريا علي مواجهة وباء كورونا.
من اجل كل ذلك، اتمني علي الجميع نشطاء ومدونين وكتاب ان يوجهوا اقلامهم وعدساتهم واجنداتهم الي خدمة قضايا الوطن الكبري التي يأتي علي رأسها في هذه المرحلة مواجهة وباء كورونا والجفاف المزمن ومكافحة الفقر ومآزرة الفئات الهشة. وهي القضايا نفسها التي استقطبت اهتمام الوزير الأول ولد الشيخ سيديا الذي يتحامل عليه البعض هذه الايام علي نحو مغرض وغير منصف بالمرة.
وفي الختام، فإنني إذ اسئل المولى عز وجل في هذه الايام المباركة ان يرفع عنا وعن المسلمين هذا الوباء. فإنني اسئله ايضا وهو السميع المجيب ان يوفق قيادة البلاد عاجلا غير آجل في ان تحسم امرها وتريح البلاد والعباد من كل فلول العشرية الماضية وان تطلق يد العدالة ليتمكن الشعب المورتاني من استرجاع ثرواته التي هو الآن في أمس الحاجة إليها .احقاقا للحق وردعا لكل من قد تسوقه الاقدار الي إدارة او تسيير احد مرافق الشأن العام في قادم الأيام.
ذ/سيد امحمد محمد فال (باباه)