استدعاء الرتبة الأكبر في الجيش اللواء مگت بعد أن ظل في قيادة الشرطة لسنوات، ضمن المرسوم الرئاسي الجديد. رسالة عسكرية متمحضة من الرئيس ولد الغزواني للجيش وضباطه وجنوده مؤداها أن اللواء مگت هو أقدم وأكبر رتبة في الجيش (المشاة) وهو الأقدر والأجدر بقيادة الأركان في هذه المرحلة. ويملك تجربة يستحق بموجبها
في نهاية خدمته أن يقود الأركان العامة. خصوصا أن قيادته للاستخبارات الخارجية والداخلية وقيادته لأكثر من منطقة حدودية عجنت تجربته وأنضجتها بما يكفي، وقد يكون في هذا التعيين ردا مبطنا على سلف ولد الغزواني الرئيس الأسبق عزيز الذي يروى عنه رفضه
المتكرر لاستقدام ولد مگت إلى قيادة الأركان. كما أن انتساب ولد مگت إلى ولايتي لبراكنه واترارزه (أمه من بتلميت وأبوه من لبراكنه) يجعل من تعيينه باقات ملونة بلون الجندية ورائحة السياسة.
ينضاف إلى ذلك أن تعيين مساعد له وهو لواء في المشاة قادم من قوة الأمن العمومي وأكاديمية أطار لمختلف الأسلحة قبل ذلك، وهو اللواء ولد بله، الذي يعرف عنه تشبثه الأصولي بالجندية وانضباطه المفرط، يجعل من القيادة العامة للجيوش خلية صافية من قوة المشاة (السواد الأعظم من الجيش)
كما أن القرار بحد ذاته تنحية إدارية للقائد العام الأسبق لأركان الجيوش ومساعده الأسبق.
وهكذا فإن تعيين قائد للجيوش البرية وهو منصب ظل عمليا بيد اللواء (ابرور) حتى مساء اليوم
و قائد للقوات الخاصة قادم من ابتعاث طويل إلى حلف الشمال الأطلسي هو اللواء محمد ولد الشيخ ولد بيده الذي يروى عنه ملاسنته مع الرئيس الأسبق عزيز بشأن حادث إقالة العقيد ولد ببكر إبان التمرد على الرئيس الأسبق ولد الشيخ عبدالله؛ يشي بإعادة هيكلة غير مسبوقة داخل الجيش خصوصا في الجانب العملياتي.
ومن ناحية أخرى فإن تعيين ضابط برتبة فريق من الحرس على الشرطة وآخر من الجيش برتبة فريق على الحرس رسالة إلى القوتين مؤداها أن وزارة الداخلية هي التي تقودهما وليست وزارة الدفاع، تماما كالإبقاء على الفريق الداه ولد المامي ثاني أكبر رتبة في الجيش تحت تصرف وزارة المالية.
ثم إن إعادة صاحب أكبر رتبة في البحرية إلى قيادة الأركان البحرية والإبقاء على قائد أركان القوات الجوية وهو لواء/طيار رسائل تنظيمية وإدارية من الرئيس غزواني توحي باحترام التخصص والعمل تدريجيا على خلق جيش مهني.
أكبر قرارات الرئيس ولد الغزواني على هذا المضمار منذ وصوله للسلطة ليست مفاجئة بالمرة لكنه أظهر فيها قوة وصرامة قد تكون من وحي الكفارات المبيتة لدى الرجل حول التخلص من تهمة رجل الظل وتهمة تكبيل جائحة كورونا له بحيث نقرأ من قراراته هذا المساء أبرز جملة وهي : أنا القائد وحدي والظل ظلي.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا