ما تزال بقع الزيت تشاهد بالعين المجردة على مسافة 200 كلم ولعمق غير محدد من شاطئ انواكشوط إلي انجاغو.. وما يزال نفوق الأسماك مسترا بكميات يصعب تحديدها لأن البحر يقذفها أحيانا في أماكن نائية وغير مأهولة.
قامت الدولة بمجهود قال وزير الصيد والاقتصاد البحري في خرجته مساء الخميس أنه تضمن تنظيف الشاطئ وأخذ عينات واستنفار قوات بحرية وجوية وفرقة الدفاع المدني ووزارة البيئة ومؤسسات وزارة الصيد المختصة، لكن ما فائدة كل هذه الجعجعة إذا لم تثمر طحينا والطحين الأول المتوقع الذي لم يوجد حتي الآن هو تحديد مصدر الزيت القاتل الذي يركب الأمواج وينتشر بسرعة والذي سيكون له مصدر قطعا إن لم يكن داخل مياهنا الاقليمية فهو قريب منها.. كذلك لم تحدد بصورة قطعية طبيعة المواد الملوثة فقد لا تكون هذه المواد من مصدر واحد.. كما لم يفعل التنسيق الاقليمي الكارثي مع لاسبلماس التي يقال بأن سفينة غارقة بعرض سواحلها هي السبب.. ولم يفعل مع السينغال التي لا يعرف إن كان وصلها أو كانت مصدره.. كذلك لم يعرف بعد هل للتلوث علاقة بالحفر واشغال التنقيب التي تشهدها المنطقة الملوثة.. ولم يعرف مصير الأسماك النافقة.. هل تحولت إلي قمامات أم جمدت وتسللت إلي موائد المواطنين الفقراء الذين يعسشون على ما يجود به البحر نقيا كان أم ملوثا.. ثم إنه لم يتحدد بعد حجم الأسماك المصابة التي عانت من الزيت ولم تمت وما تزال تكافح من أجل البقاء.. كذلك لا يعرف ما دور الرقابة البحرية التي يتبجح مديروها السابقون بما جمعوه من أموال مقابل عرق جبينهم الذي نحتاج له الآن لكي لا تتحول شوطئنا إلي مكب للنفايات السامة.
بدون حل هذه القضايا الجوهرية تظل حملة مكافحة التلوث البحري كلاما في الهواء ويظل الموضوع مفتوحا لكل الاحتمالات.
عبد الله محمدو https://www.facebook.com/dedehmed