في العرف الشيعي هناك ما يسمونه زواج المتعة وهو شيء لفساد مقنع يرفع الحرج النفسي عن طالب المتعة العابر لبلاد معينة أو لمنطقة معينة وهو في الغالب تشريع شيعي لممارسة البغاء بصورة تستمد شرعيتها من تأويل خاص للدين .اذا كان هذا اعتقاد للشيعة يبطله أهل السنة فأي مذهب يمكن أن نضع فيه ما شاهدناه نحن أهل الصحراء أثناء متابعتنا لحفل زفاف خليهن والدرهم .يقول الله في محكم كتابه ..واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرنها تدميرا.....الاية 16 سورة الإسراء ..
عندما تطمح الشخصية العمومية لملئ المشهد السياسي فان جميع حركاته وسكناته تستأثر باهتمام الخاص والعام بل يعمد الفاعلون السياسيون إلى تمرير إشارات سياسية حتى في تدبيرهم لشؤونهم الشخصية حفل زفاف القرن الذي لا اتفق مع الوصف الذي حاولت بعض الصحف ترويجه هو بمثابة ترويج لعدة إشارات ورسائل عدة في توقيت بناء التحالفات المبدئية في اتجاه محطات انتخابية يستعد لها الجميع .حفل الزفاف هذا يؤشر على زواج المال بالمكر السياسي المبني على البرغماتية الباحثة عن المصلحة الشخصية وهذا التوجه يمكنه توظيف حتى فلذات الأكباد من اجل بلوغ أهدافه .
عندما يتمايل خليهن ولد الرشيد على أنغام الطرب الشعبي في إشارة ترجمة جسدية واضحة لبلوغ النشوة وتفترش مغنية موريتانية أوراقا نقدية مبعثرة تحت قدميها ويمعن الجميع في الرفس على هذه الأوراق النقدية التي تحمل صورا لصاحب الجلالة فان ذالك يدعوا إلى الاشمئزاز ويدعوا إلى القلق ويدعوا إلى التنديد بترويج هذه الصورة عن الإنسان الصحراوي الذي يدعي هؤلاء تمثيليته .
قد يتصور البعض أننا حاقدون أو حاسدون لا هذا ولا ذاك فنحن فقط نراقب وضعنا العام بهذه القطعة الأرضية التي تسمى الصحراء والتي نرتبط بها روحيا ووجدانيا هذه الصحراء التي يتم تقطيعها بقع أرضية لمساومة الناس في كرامتهم هذه الصحراء التي انتهكت مرات عديدة بأساليب المافيا التي تتاجر في مأسات الناس عندما تحدث العاهل المغربي في خطابه الأخير في ذكرى المسيرة الخضراء قطع الشك باليقين ومن استمع إلى الخطاب كاد أن يسمع أسماء المعنيين بتمييع الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالصحراء وكاد أن يفهم فهم اليقين رسائل الملك إلى الصحراويين وهي بالمختصر المفيد أن التغيير بأيديكم فانتم أهل عزة نفس تمتلكون أصواتكم التي يمكن أن تغير الوضع رأسا على عقب .
في حين أن رموز الإفساد والفساد تراهن فقط على شرائكم بالأموال المتحصلة من اغتصاب الأرض والبحر وهنا تحضرني كلمة للراحل رجل الدولة عبد الرحيم بوعبيد حينما قال أموالهم حلال عليكم وأصواتكم حرام عليهم ..
أيها السادة زواج القرن بالنسبة لي وللكثيرين غيري هو زفاف جلالة الملك محمد السادس الذي أعطى الانطباع للجميع عن إنسانيته العالية وان كان جوابكم لخطاب المسيرة الخضراء الأخير هو وضع الأوراق النقدية التي تحمل صور الملك تحت قدمي ..المغنية كرمي ..فوجه صاحب الجلالة يمثل بالنسبة لنا رمزا للسيادة ورمزا للإصرار على المضي في طريق الأمل نحو مغرب متجدد ومتقدم وصحراء تستعيد عبقها التاريخي المليء بالأمجاد الحقيقية صحراء تنمو تنمية حقيقية تلامس حياة البشر والحجر
صحراء تستعيد عذريتها المغتصبة من لوبي الإفساد صحراء يستطيع أبنائها أن يساهموا في إدارتها بشكل يشرف الصحراء والصحراويين ..
محمد الداودي ــ لموقع الصحراء الآن