لايسعني وأنا أسترجع شريط نفمبريات العشرية البائدة إلا أن أثمن هذه الخطوة المتواضعة في حق الشيخ سيدي محمد ابن الشيخ سيديَ الكبير.
إذ من حقه أن يطلق اسمه على كلية الآداب والعلوم الإنسانية أو على ساحة المطار القديم أو أي معلمة وطنية شامخة مثلاً.
لا أن يكرم إلى جانب موظفي الدولة ومستخدميها. وعلى الرغم من ذلك فالبادرة مشكورة... لاسيما إن كانت تحمل في طياتها تقديرا لجهود استمرت ردحا من الزمن للدفاع عن هذه الربوع ضد المستعمر في فترة والده الشيخ سيديَ الكبير والأميرين؛ محمد لحبيب وامحمد ولد سيدي... ولاشك أن اسهام الشيخ سيدي محمد في ذلك المعمعان كان مدويا. ومعلوم أن محاولات صد المستعمر في تلك الفترة ظلت كالمسكوت عنها في حلقات نوفمبر فيما مضى وإن ذكرت، فلا تذكر إلا لماما وباختزال مخل وبنيات مفضوحة.
تلك التجربة التي خاضتها منطقة الجنوب الغربي لموريتانيا حاليا بالإضافة إلى عوامل أخرى، هي التي أنجبت فكرا واعيا ومؤصلا شرعيا عند إمام السنة المجدد عميق البصيرة؛ الشيخ سيديَ بابه!
يقول الأستاذ الجامعي ولد اعبيدي :
"فلولا فراسة الشيخ سيديَ بابه وعمق نظرته الاستشرافية للمستقبل لما وجدت الدولة الوطنية الموحدة، ولتآكلت مكوناتها الاجتماعية وتفرقت بين الدول..."