لم تربطني معرفة و لا صلة شخصية بالمغفور له بإذن الله الأستاذ محمد يحظيه و قد كنت و لا زلت أخالفه في أغلب ما يذهب إليه من الرؤي و الأهداف. رغما عن ذلك كنت شغوفا بالإطلاع علي منشوراته و مواقفه و من خلال ذالك وجدته غزير المعارف واسع المدارك شمولي الإهتمام و قد أذهلتني حد الدهشة معرفته العميقة بمجريات العيش و ومقتضيات التعايش في المجتمع الحساني المرابطي في جنوب غربي البلاد كما تنم عن ذالك أقصوصته جثة علي اللوي. كما أعجبني يراعه الفياض و دواته المعطاء و كيف يوظفهما خدمة لمراميه. و من اللافت في هذ البرزخ المتقلب المنقلب الموار تمسك الرجل بمواقفه طيلة حياته غير مكترث بالإغراء و التنغيص. كل ذلك مما بجعلني أعتقد جازما أنه بفقد تلك القامة فقد رزئ الفكر و السياسة في هذ المنكب القصي.
سيدي محمد ول سيد أعمر