مضى زمن طويل لم أتقيأ عليكم لغتي الأنيقة....مضى زمن لم أبعثر عليكم كلماتي لتلتقطوها وتضعوها حلقة في اذانكم الطويلة جدا عسى تزين بشاعتها... أنتشي على منظركم وأنتم تلهثون وراء " الفضيحة" و"العاجل" وتخلطون المفاهيم، وتعجنونها وتخرجون منها تحفة بطعم الفضلات.
مجتمع عربي متخلف منافق سكيزوفريني باطريركي ذكوري متسلط أبوي يمارس على المرأة الوصاية في كل شيء من اختيار اسمها إلى اختيار اسم زوجها إلى اسم المدفنة التي ستدفن فيها ويبعثونها إلى رب يجعلها رقما من أرقام الحور العين، والنتيجة قطيع من الذكور ذوي الفكر المسطح " المسنطح" يفكرون بأعضائهم السفلى " ويقيمون" به أخلاق المرأة وشرفها وعفتها ومدى صلاحيتها وينبشون في ماضيها وحاضرها ومستقبلها وخلقوا لها مرادفا اسمعه السمعة يغلقونه ليلة الدخلة ويفتحونه ما بعد الطلاق. والسجل في يد المجتمع يدون فيه ما يشاء من الأب والأخ والزوج والجار والبقال وصاحب كاروسة الديطاي.
أن تولد المرأة في هذا المجتمع يعني أن تولد وعلى جبينها " عاهرة" يجب أن تتبث عكسه في حرب مع أشباح ذكور يرونها لكنها لا تراهم. تقل عهرا كلما تغلفت بغشاء البكارة والقلب والجسم والوجه لتصبح في عداد الأمات، وتزداد عهرا كلما ارتكبت ذنبا وقطعت الخيوط الواحد تلو الاخر للتخلص من المرأة "الكراكيز" إلى المرأة الإنسان.
مقدمة طويلة لموضوع تافه... تريدون أن تجلعوا مني قضية رأي عام فاسبوكي، بل أنا من سيجعل منكم قضية رأي عام وجودي...
الرجل يبيح لنفسه كل شيء أن يبحث عن ماضي المرأة من أقرب الناس إليها إلى أبعدهم، أن يأخذها إلى طبيب النساء ليحصل على شهادة حسن السيرة والسلوك ما بين الأفخاذ، ويسأل عنها الجيران والجدران ويضع يده في يد الشيطان لينبش عن أبسط تفاصيلها والمجتمع الأخرق البئيس الحقير لا يدين، لا يتكلم صامت على الإهانة متواطئ مع الظلم متعاون على الفضيحة... يريدها ورقة بيضاء عذراء لم يمسسها إنس قبله ولا جان... المجتمع البئيس يبيح كل شيء منذ قرون في حق امرأة ذنبها الوحيد أنها "امرأة" وفقط. المجتمع البئيس يبيح للرجل التخلي عن خطيبته، وتطليق زوجته، وتيتيم أبنائه فقط إن سمع ما لا يريد أن يسمعه دون أن يتأكد من فمها أو يثق فيها بكل بساطة من أحمق مر في الشارع وهمس له " زوجتك عاهرة". حتى في القانون الجنائي عقوبة الرجل مخففة في حالة القتل أثناء التلبس في خيانة زوجية عكس المرأة، الرجل يعنف المرأة، يشرملها، يقطعها نصفين، يحلق رأسها، ينفخ عينها، يزرق جلدها، المجتمع البئيس يبيح للرجل أن يغتصب المرأة ، أن يتحرش بها، أن يجلسها في بيت الطاعة، أن يقمعها. المجتمع البئيس يبيح للرجل أن يجمع عنها كل المعلومات قبل الزواج لم يندد أحد بالتشهير باسمها، وبعرضها، وبشرفها، وبماضيها... المرأة في مجتمعاتنا سلعة معروضة على الجميع من حق الجميع أن يخضعها لمنطق العرض والطلب أن يسأل عنها، يحدد لها ثمنا، يفاوض عليها، يقارنها، يشتريها ثم يبيعها في سوق النخاسة...وإن انتفض أحدهم ضدهم وأرادها كما هي قالو له " أنتا ماشي راجل، سير سول عليها قبل ماتزرف" المجتمع متواطئ مع كل هذا منذ قرون نساؤنا أيضا متواطئات مع كل هذا وصامتات ينتظرن أن يدق على بابهن شاري يجرهن كالعجل إلى بيت الزوجية.
في المقابل مجموعة فاسبوكية لا تضر ولا تنفع اسمها " ange ou salaud" قررت في يوم ما أن تضع يدها في يد لا يتجازو عددها عدد راكبي طوبيس بالدار البيضاء، فتيات يسألن عن ماضي أزواجهن أو خطيبهن أو صديقهن، فتيات لا حول ولا قوة لهن ، لا مصدر للمعلومات لهن، ولا حيلة لهن يتشبتثن بالكلمة بالحرف ليقدمن على علاقة، ليستثمرن فيها أو ينسحبن منها، بالدارجة " ناشطات بيناتهن" لم أؤيد عملهن يوما لكنن في داخلي كنت أتعاطف معنهن لأنهن يبحث عن الأمان، يبحثن عن السلم، يبحثن عن الاستقرا، حتى وهن يبحثن عن معلومات اخترعن فكرة مجموعة سرية لكن اخترقتها أيادي الباطريريطة البئيسة... لم أشارك يوما ويوم شاركت فمن أجل قضية إنسانية لا علاقة لها للا بي ولا بالحب ولا بالملوك... قضية إنسانية أتحفظ عن ذكر سب المشاركة... وبعدها وبعد ست أشهر من عدم مشاركتي ومراقبتي من بعيد سأشارك للتثار الضجة من جديد ويتضح لي أن شوكة في حلقومكم وسأبقى إلى يوم يبعثون.
تتحدثون عن التشهير يا شعب الفاسبوك الأوباش أين كنتكم وأنا ذاهبة راجعة، صاعدة نازلة في أدراج المحاكم لأدافع عن مؤخرات أخواتكم من كامرات الظالمية الموبوءة... لم تتحدثو عن التشهير بل انقسمتم بكل جبن كما هو حالكم دائما إلى مؤيد ومعارض كأي مجتمع من عالم القرون الوسطى.
تتحدثون عن التشهير يا شعب الفاسبوك الأوباش أين كنتم وأنا أتابع من اعتدى علي في الشارع العام وضربني وهرب بكل جبن لأنه يمثلكم وأنا أتابعه بكل شجاعة لأنني أمثلني ك"فيمينيست" حقيقية وبكل فضيلة لم أنشر صوره رغم أني كنت أتحرق شوقا لأرى منظر السب والشتم واللعان عليه وعلى من ربوه احتفظت بها لنفسي لكن قبلها كنت مظطرة لأبحث عنها بطريقتي الخاصة التي لا تختلف كثيرا عن مجموعة سرية عبر الفاسبوك.
أين كنتم يا شعب الأوباش الفاسبوكي وأنا أبحث عن عنوان الشي سار لأقدم ضده شكاية بعدما اتهمني بالعهر العلني " لم يتحدث أحد عن التشهير والتحريض على العنف والسب والقذف العلني انذاك" بل التزمتم الصمت بكل جبن معهود والنهاية "ملف محفوظ لانعدام الإثبات"
أين أنتم يا أصحاب دعي المخزن يدير خدمتو... أتعرفون يا من لم تطأ رجلكم يوما أقسام الكوميسارية للدفاع عن حقوقكم أن أول ما يطلب منكم للرفع الشكاية هو عنوان ومعلومات المعتدي عليكم ليبدأ إجراءات البحث، المحزن لا يبحث عن العنوان ولا يساعد بل يرسلك إلى يوم تجد العنوان ... فتصبح أنت المخزن والشرطة والديطيكتيف بريفي في سبيل الحصول على عنوان لمن اغتصبك أو تحرش بك أو قتلك أو سرقك...
اتعرفون كم من امرأة استسلمت في قضايا العنف الزوجي والاغتصاب والتحرش فقط لأنها لم تجد عنوان المعتدي عليها وأنتم بكل سهولة عناويننا وعناوين حياتنا عندكم وحتى إن لم تجدوها تخترعونها ويصدقكم الجميع
استمروا يا فتيات " ange ou salaud" في البحث عن عناوين مغتصبيكم والمتحرشين بيكم وأزواجكم وأصدقائكم ومن خانوكوم ومن لم يوفو وعودهم، ... ثوروا بطريقتكم ولو أنها ضعيفة لكنها تضامن ضد وحشية مجتمع لا يرحم ولا يدعم ويفرق الاتهامات يمينا ويسارا...
اين كنتكم ونساء بلدكم تشوهن عبر الصفحات " فضيحة فتيات خريبكة" " فتيات الحاجب"، واد زم" " سحيلية" مراكش" " مجموعة ماتقيسنيش التي تضم الملايين" وتنشر صور فتيات المغرب وتقدس فتيات السويد ..
ابحثوا عن ماضيه بطريقتكم إلى أن يكف هو الرجل عن ذلك ويعلن الهدنة ما عدا ذلك فلا تراجع ولو أني لا أؤيدكن لكنني أفهمكن.
اؤكد أني لم يكن لي موقف من المجموعة إلى عهد قريب أعتبرها كباقي المجموعات البسيطة حد التفاهة عبر الفاسبوك أراقب في صمت، وألتزم الصمت والحياد منظمة إليها كما أنا منظمة لمجموعة " محبي الملك محمد السادس" ولم يكن لي وقت لأحدد موقفا ... بعدما رأيت الحجم الذي اخذته المجموعة وردود الأفعال الذكورية والمتحاملة جدا ... اتضح لي أنها أعقد من أن تكون مجرد مجموعة فاسبوكية بسيطة بل تعكس عقدة الرجل الشرقي الدفين الذي لا يقبل أن يكون موضع المساواة ولا يمس له ماضيه ولا تفضح خياناته...
وأنتم يا أوباش استمروا في متباعتي فما أنا (نعم أنا ومن أحق لأنفخ أناه أكثر مني أنا) إلا امرأة شجاعة تقاوم الأمواج وتسير ضد التيار وعندما أتعب سوف أستسلم للتيار ليقذفني بعيدا وأموت بشرف عوض أن أحيى بقرف.