المعلوم أن الحج ركن من أركان الاسلام مشروط بالاستطاعة، ومعايير الاستطاعة معلومة.. ومعلوم أن اكراهات الحصة الممنوحة لكل بلد تمنحه سقفا معينا، لكن الموضوع من أصله لا يمكن أن يكون حديا ولا يمكن أن تتحول معالجاته الوقائية والعلاجية إلي قرعة جزافية عشوائية قد لا تكون موضوعية بالمرة.. القرعة تناسب كرة القدم وحملات تسويق الجامبو والصابون المستورد ولكنها لا تناسب الحج.. والقرعة لن تنسي الراغبين في الحج أنه كان على بلادنا أن تفاوض وتقارع وتستخدم نفوذها من أجل حصة تتسع للجميع وهو أمر ممكن لأن موريتانيا ليست نجيريا وليست باكستان من حيث العدد.. وعلى العموم من فاتهم التفويج الرسمي تظل أمامهم خيارات بديلة ويفترض أن تظل سلطات الحج الموريتانية مهتمة بهم وأن تؤمن لهم الرعاية بطرق يتفق عليها، فهم حجاج اقصتهم قرعة جزافية لكن لم يفتهم أداء فريضة الحج.
على الوزارة الموقرة أن تعمق التفكير في كل هذه القضايا فالهدف ليس أن توصف هي بأنها "عادلة" وبأنها لم تمل كل الميل ولم تترك أعدادا من الحجاج معلقة.. الهدف هو أن تتاح الفرصة لأكبر عدد من الموريتانيين ليؤدوا فريضة الحج في ظروف إيمانية مريحة، وانطلاقا من هذا الهدف تحاسب الوزارة وتمتحن مقارباتها التظيمية، وكما هو معلوم فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed