تصدر مرشحو حزب "الجمهوريون" اليميني الجمهوري النتائج في العديد من الأقاليم الفرنسية. ففي منطقة "أو دو فرانس" (شمال)، تقدم رئيس المنطقة المنتهية ولايته غزافييه برتران المرشح منذ الآن للانتخابات الرئاسية عام 2022، بفارق كبير على مرشح التجمع الوطني (اليمين المتطرف) سيباستيان شونو (42.5 بالمئة مقابل 24)، فيما كانت استطلاعات الرأي تتوقع منافسة شديدة بينهما.
وإثر إعلان عن نتائج الجولة الأولى، شكر غزافييه برتران كل الذين صوتوا لصالحه مؤكدا أنه "سيواصل عمله بجهد كبير لكي يفوز بنتيجة كبيرة خلال الجولة الثانية" التي ستجري الأحد 27 يونيو/حزيران.
وقال برتران "منذ 2006 نحن نقوم بواجبنا في هذا الإقليم وبذلنا جهودا كبيرة من أجل تحسين ظروف معيشة الجميع دون استثناء وسنواصل في تحقيق ذلك". مضيفا "اليمين المتطرف تراجع كثيرا في إقليمنا لأننا أظهرنا بأن السياسة لم تمت بفضل العمل والمثابرة وبذل الجهود. لقد قمنا بكسر مخالب التجمع الوطني المتطرف"، داعيا كل سكان إقليم "أو دو فرانس" إلى التصويت لصالحه بكثافة في الجولة الثانية.
نفس الخطاب تقريبا ألقاه لوران فوكييه (الجمهوريون) الذي تصدر هو الآخر نتائج الدورة الأولى في إقليم "رون آلب" حيث تحصل على 45.80 بالمئة من الأصوات مقابل مرشحة حزب الخضر فابيين غريبير التي تحصلت على 14.3 بالمئة من الأصوات فيما جاءت وزيرة التربية السابقة في عهد فرانسوا هولاند نجاة فالو بلقاسم في المرتبة الرابعة (10.9 بالمئة) وراء ممثل حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف أندريا كوتاراك الذي تحصل على 12 بالمئة من الأصوات.
التجمع الوطني اليميني المتطرف يتصدر النتائج في "بروفونس ألب كوت دازور"
أما في إقليم "بروفونس ألب كوت دازور" جنوب شرقي فرنسا، فجاء مرشح حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف تييري مرياني في مقدمة الترتيب بحصوله على 34.4 بالمئة من الأصوات مقابل 33.6 بالمئة لصالح منافسه رئيس المنطقة المنتهية ولايته، رونو موزولييه. ويتوقع أن يحتدم الصراع بين الرجلين في جولة الإعادة الأحد المقبل، فيما يملك حزب مارين لوبان الحظوظ بالفوز للمرة الأولى بإقليم في تاريخ فرنسا المعاصر.
وقال موزولييه في تصريح صحفي عقب إغلاق مكاتب التصويت "لقد اخترنا استراتيجية وحدة الصفوف ضد حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي غالبا ما يتحصل على نتائج مرضية في إقليمنا. لكن لم أكن أعتقد ولو دقيقة واحدة أن هذا الحزب سيتقدم بعدد كبير من النقاط علينا. فيما دعا موزولييه كل سكان منطقة "ألب كوت دازور" إلى التصويت بكثافة الأحد المقبل.
أما في إقليم "إيل دو فرانس" فتصدرت رئيسة المنطقة المنتهية ولايتها فاليري بيكراس نتائج الدورة الأولى بتحصلها على 36.4 بالمئة من الأصوات. فيما جاء في المرتبة الثانية جوردان برديلا من حزب "التجمع الوطني" المتطرف بـ13.7 بالمئة. ويتوقع أن تترأس فاليري بيكراس لعهدة ثانية هذا الإقليم نظرا للنتائج المرضية التي حققتها خلال الجولة الأولى.
وعرفت الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية الفرنسية التي جرت الأحد عزوفا كبيرا لدى الناخبين حيث لم تتعد نسبة المشاركة عند الساعة الخامسة مساء 26.90 بالمئة، فيما قدرت نسبة الامتناع عن التصويت بنحو 68 بالمئة حسب تقديرات أولية عند إغلاق مكاتب الاقتراع. وتعد هذه النسبة أقل مقارنة بتلك التي سجلت خلال الانتخابات الإقليمية الأخيرة التي جرت في 2015 (50.09 بالمئة) وفي 2010 (53.67 بالمئة).
وجاء تنظيم هذه الانتخابات، التي أرجئت ثلاثة أشهر بسبب الأزمة الصحية، في وقت لا يزال فيه فيروس كورونا يودي بحياة العديد من الفرنسيين. فيما لم يمكن الوضع الصحي الأحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات من القيام بحملة كالمعتاد، مكتفية في غالب الأحيان بشرح برامجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنشورات الدعائية.