
حين قابلت امرأة مثقلة بالهموم مكلوم أمام مستشفي انواكشوط مساء اليوم المرأة كانت تتكلم على إيقاع قلبها المنهك وتشتكي ضياع ابنها في المستشفي.. عندها لمست جيبي بحثا عن أي شيء ولان الأشياء لا تصمد بعد هموم صباحات نواكشوط الصعبة بادرت مستقبلا لأعتذر... واعتذرت... لكن المرأة استمرت في المطالبة بانقاذ ابنها... بكت بمرارة... قالت لا أريد شيئا..! أريد انقاذ ابني... قلت: في نفسي لعلها مجنونة... أعادتها مرة أخرى أريد إنقاذ ابني... قلت: ما ذا دهاك؟ وما علاقتي أنا بإنقاذ بابنك؟... كتمت المرأة دموعها لحين وحاولت أن تفهمني.. قالت: أنا أم لطفل يرقد في المستشفي .. إنه يموت هناك... إنني أموت هنا... كررتها بكلمات تخرج من قلبها مباشرة وتصل إلي القلب دون جواز سفر...
عندها بدأت أفكاري تتسارع وبدأت دقات قلبي تعلو رويدا رويدا.. عندها تذكرت كل من يفتقد حبيبا ويعلم أنه هالك مع سبق الإصرار... عندها طار قلبي إلي أرض الشام تجول القلب المكلوم المثقل بالهموم في دمشق وحلب وحمص واللاذقية وحماة والرقة.. تذكرت الزميل إسحاق ولد المختار الذي لم يقترف أي جرم... كان حلمه أن يقدم شيئا لأهله ووطنه ليكسب رزقه ويعيل أسرته وينقل الحقيقة... أدخلني دموع المرأة وانينها المتباطئ في جو وجداني يصعب وصفه وبعد لحظات عاد القلب المكلوم من أرض الشام إلي انواكشوط..وانسحبت المرأة متثاقلة متوكئة على كاتمة اسرار ترافقها وتركتني غارقا في هواجس عجزي – اللهم إني اشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس – أتضرع إلى الله بالدعاء لشفاء ابنها وإنقاذ زميل إسحاق مما هو فيه وأن يفرج كربه... ولم تسول لي نفسي ربالرغم من كونها أمارة بالسوء أن ذلك سيكون على يد أي معتصم، فلا معتصم في هذا الزمان... ولا رحمة... ولا شفقة... ولا نخوة... ولا رجولة... ورغم ذلك ظلت شهامة المعتصم وهو ينجد المرأة المتلهفة المستنجدة في زمن آخر وتحت سقف قيم أخرى تراود خاطري...
................................ *** وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدر
حينها وحينها تذكر المعتصم ومن هم على شاكلته من المنقذين الأوفياء الذين لا وجود لهم في هذا الزمن الرديء.
فهل من معتصم سيخلص الزميل إسحاق وينقذ للمرأة بابها..؟؟؟
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه البنات اليــــتم
لامست أسماعهم لكـــنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed