الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد،
فإن الذين اتخذوا المولد الشريف عيدا مقرون جميعا بأنه أحدث بعد القرون الثلاثة المزكاة.
وكفى بهذا ردا له وإبطالا، لأن العيد شعيرة دينية، والدين قد أكمله الله، وأتم به النعمة قبيل لحوق رسوله الخاتم - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى.
والرسول هو المبلغ عن الله سبحانه وتعلى، ويستحيل عليه كتمان شىء مما أرسل به، أو التقصير فى تبليغه.
ولم يأت بعده نبى ولا رسول، ولن يأتى أبدا.
وبوفاته انقطع خبر السماء، وأغلق باب الوحى، وبقيت الطرق إلى الله عز وجل مسدودة كلها إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهى المحجة البيضاء التى تركنا عليها، فمن التمس الهدى فى غيرها أضله الله، ومن عض عليها بالنواجذ فاز فى الدنيا والآخرة.
والخير كله فى الاتباع، والشر كله فى الابتداع.
وخير أمور الدين ما كان سنة/ وشر الأمور المحدثات البدائع.
فما تركه النبى صلى الله عليه وسلم من العبادات وشعائر الدين مع قيام المقتضى وانتفاء المانع لا يكون دينا حتى يلج الجمل فى سم الخياط.
فلو كان هذا العيد مشروعا لعمله الرسول عليه الصلاة والسلام، وعمله الخلفاء الراشدون والصحابة أجمعون والتابعون لهم بإحسان، ولعمله أتباع التابعين ثم تبع الأتباع من الأئمة الكبار المجمع على دينهم وفضلهم وسعة علمهم... وهلم جرا.
فما وسع الصحابة رضوان الله عليهم، وتابعيهم بإحسان من السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المزكاة يسعنا.
وما بالنا نشرع فى الدين ما لم يأذن به الله؟
وهل غاب تعظيم النبى صلى الله عليه وسلم ومحبته عن الصحابة طرفة عين؟
وهل تركوا الاحتفال بمولده استخفافا وبغضا.
حاش لله، ثم حاش لله.
ما تركوه إلا لأن الله عز وجل لم يشرعه لهم فى كتابه، ولا فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وما خلا منه الوحى كتابا وسنة ثابتة، وتركه المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه لا يكون إلا بدعة، وضلالة، وكل ضلالة فى النار.
فأيهما أولى بالاتباع إذن سبيل المؤمنين أم سبيل العبيديين؟
***
كتبه إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدى 6/3/1443