وبينما كنت في جولة على الفضائيات العربية، بعد عملية إعادة توليف محطات جديدة لم أعرفها قبلا، أسعدني جدا ان أجد الفضائية الموريتانية، خصوصا أن بلاد شنقيط كانت ولا زالت تشكل حالة غموض ساحر لي، ولا أعرف عنها إلا ما تيسر من قراءات تفيد أنها بلد الشعراء بالآلاف، وأنها صحراوية، أما ما تيسر من الأخبار فلا يفيد عنها إلا ما علق في الذاكرة عن رئيسها الجنرال العسكري، الذي انقلب على الرئيس السابق المنتخب، فاستولى على السلطة، ثم أجرى انتخابات «نزيهة جدا جدا جدا» ونجح فيها بالأغلبية الساحقة جدا جدا جدا.
ما علينا.. كل ما سبق يشكل مقدمة مهمة لفهم توقعاتي حال عثوري على فضائية موريتانيا، والتي استوقفتني وأنا احاول التقاط مفاتيح فهم ما أشاهده، والحسم بين أن يكون وثائقيا عن التراث الموريتاني او برنامجا عن الموسيقى أو أنها دعاية تصادف وجود المذيع فيها بالخطأ!
في المحصلة، وأثناء عملية التفكير تلك، ألم بي نعاس شديد جعلني أضع الفضائية الموريتانية في قائمة خاصة على جهاز الإستقبال عندي، خصصتها للقنوات التي تساعدني على النوم العميق في حالات الأرق، وبلا شك، ستبقى الفضائية السودانية على رأس القائمة، لما تملكه من قدرة مدهشة على بعث الخمول، خصوصا في برامج الحوار – أي حوار بأي موضوع- والتي يستغرق بعض الضيوف فيها أحيانا في النوم إلى أن يأتيهم الدور بسؤال من المذيع.. وهو المتحدث عادة اكثر من ضيوفه.