النهايات دائما مرتبطة بالبدايات... حين قال قطب إن الاسلام هو الحل... كان ذلك بداية... وحين انتخب الدكتور محمد مرسي سادنا لهبة النيل راعيا لقلعة محمد عالي كانت تلك نهاية مرتبطة بالبداية... بل كانت بداية متجددة توخت اجيال مصرية ان تفضي إلي غايات ونهايات مغايرة...
****
لم يكن مرسي بدعا في مساره فهو كالسادات ومبارك خرج من الخط الثاني مرشحا احتياطيا توافقيا ثانويا... لكن تسارع الاحداث حوله إلي فرس رهان لجيل إخواني اعياه الضياع والقمع والتيه والاقصاء... فاسقطت عليه في لحظة مفصلية كل بهارات وتوابل الزخم الثوري في زمن ثوري بكل المقاييس... وكان عليه في ظرف حملة ان يوفق بين حقائقه العميقة وحقائق الميدان في ممارسة انتهازية واقعية غايتها تحقيق الممكن... والممكن كان معجزة ميلاد قيصري لخروج الفرعون من جبة الامام.
****
محمد مرسي صنعته لحظة لم يصنعها ودفعته الاقدار مسيرا نحو قمة الهرم... نحو كلكل المعبد... نحو عين الاعصار وبؤرة البركان... اراده المصريون قربانا لكل اخفاقاتهم واحباطاتهم المتراكمة... ارادوه رمزا لشيء لم يتبلور بعد وما يزال في طور التشكل والمخاض... فهل يصمد وهو المؤدلج المقولب المتموقع ؟ وهل يوفق في ركوب الموجة وفي ترويض العاصفة وفي توليف الاحلام والاوهام... ام ان لعنة الفراعنة ستلاحقه وتزيح كل القه وتحوله إلي رجل حليق وتحول حلمه ومشروعه إلي اثريات تحنط لطلبة التاريخ... للسياح وللأجيال القادمة...
****
في اقدم الدهارير عَبَرَ يوسف احلام عزيز مصر فحذر من سنوات عجاف وبشر بعام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون...
المشكل ان مصر يوسف كانت زرعت سبع سنوت دأبا وحفظت الحصاد في سنابله للسنوات العجاف، اما مصر مرسي فلم تزرع إلا شعارات توريث عهد مبارك والكثير من الاوهام والاستحقاقات التي لا تنتظر التأجيل... فهل تتحقق المعجزة ؟ هل يوفق الرجل في قيادة مصر لبلوغ زمن جديد فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ؟ ام تتبخر احلامه وتتحول أيامه إلي متتاليات للسنوات العجاف؟