طريق تيندوف ازويرات مجانا من الجزائر فهل تتبعها شوم بولنوار مجانا من المغرب :
يعتبر هذا الشاب إضافة كبيرة و قيمة عالية في المجال الدبلوماسي لموريتانيا لا أعرفه علي الرغم من انه ابن مدينتنا التاريخية اكصير الطرشان. كان هذا الرجل من جنود الخفاء و العلن في وصول أول قمة عربية الي عاصمتنا انواكشوط و ما شهدته تلك الفترة من تألق دبلوماسي لموريتانيا عندما كان سفيرنا في القاهرة انذاك.
ذلك ما حدثني به بعض الاخوة الدبلوماسيين الموريتانيين عن ذلك الرجل و هم العارفون بالحقل في احدي جلسات شاي موريتانيا التي لا تكاد تنتهي حتي تبدأ من جديد ثم انه كان وراء تبوء العديد من الكوادر الموريتانية لمناصب قيادية في كل من جامعة الدول العربية والامم المتحدة وغيرها علاوة علي تمكنه من ايجاد مئات المقاعد والمنح لفائدة طلابنا في كل من مصر والجزائر وتأكد كل ذلك من خلال طاقم السفارة الذي عمل تحت امرته في القاهرة ، هذا الرجل تراس باسم بلادنا العديد من المؤتمرات العربية والدولية وجال ممثلا للجامعة العربية علي عواصم دولية مروجا لحقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية بشكل عام ( راجع محرك البحث باسم السفير ودادي ولد سيدي هيبة) جهود تعززت بنجاح اول زيارة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الي الجزائر و تلك الحفاوة المنقطعة النظير به و ما رافقه من وفود.
كان الرجل علي ما يبدو قد أعد عدة كبيرة من أجل بعث ديناميكية قوية في العلاقات بين البلدين ظهر ذلك في الكثير من العمل. كدوره في حل مشكل الأسمدة من هناك فقد ساعد في الأمر الذي كان تحديا كبيرا كان ذلك من القاهرة فالجزائر حتي انواكشوط. كما تعددت زيارات الوزراء المختصين لكل من البلدين في جميع المجالات الامنية و الاقتصادية و العلمية . فكان بدء الأشغال في ممر أخر يمر من تيندوف حتي انواكشوط زيادة علي الممر السابق عند الكلم 75 و غير ذلك بالاضافة الي تخليده لعيد الاستقلال الوطني من هناك بطريقة فريدة حسب بعض الذين شاركوا فيها هناك. فالانطلاقة القوية للقوافل الجزائرية التجارية من وركلة الي انواكشوط منذو اعتماده من طرف السلطات.
كل ذلك جعل المبادلات التجارية تصل الي حدود المائة مليون دولار نهاية هذا العام علي الرغم من أنها بدأت في حدود العشرين مليون دولار في عامها الأول.
ظل الجزائريون علي ما يبدو يبحثون عن ضالتهم الدبلوماسية ليجدوها في ذلك الشاب النشط و المتفاني في عمله مما أعطي دفعا كبيرا للعمل المشترك بين البلدين.
ظهر ذلك في نجاح زيارة رئيس الجمهورية السيد محمد ول الغزواني منذو أيام.
كما تجلي في التحضير الممتاز لكل تلك الأنشطة التي في الغالب الأعم يكون طاقم السفارة من وراءها.
أكثر ما لفت انتباهي هناك ذلك الاستعداد الكبير من الجزائريين بالانجاز التام و مجانا لطريق معبد ما بين ازويرات تيندوف و الذي تقدر تكاليفه في حدود 70 مليار اوقية قديمة اذا ما كان تكاليف الكيلومتر في حدود الثمانين مليون اوقية في منطقة من أكثر المناطق وعرة و جدبا في البلاد و تمتد علي لاكثر من 800 كلم. و يعتبر هذا المبلغ مكلف لميزانية الدولة الموريتانية، لا شيء تقريبا لدي الأشقاء الجزائريين الذي حقق فائضهم التجاري هذا العام مليار دولار و قد طالعنا ان الشركات الجزائرية المشاركة في العمل أصبحت جاهزة له.
صحيح بان طريق طنجة انواكشوط الذي أصبح يدر سنويا علي المغرب و موريتانيا ما يقارب 500 مليون دولار أغري كثيرا الإخوة في الجزائر في إنشاء طريق آخر ستكون له نفس التوقعات في المستقبل خاصة اذا ما تم ربط شوم ببولنوار الذي يعتبر تكملة لأي تلاقي مغربي جزائري علي الأرض الموريتانية. هاتان الدولتان الأكثر تنافسا في المنطقة المغاربية.
لاشك ان الاستعداد الجزائري لتيندوف ازويرات سيثير الغيرة المغربية من طريق شوم بولنوار فقد عودنا التاريخ بأن لا تساعد واحدة منهما في أمر الا إستعدت الأخري لفعل مشابه أو أكثر.
فموريتانيا تمسك شعرة معاوية بين هاتين الدولتين المتنافستين فيما بينهما علي النفوذ في المنطقة منذو موقفها الحياد الايجابي في شؤون المنطقة.
طريق شوم بولنوار الذي اوصي به بعض الاستراتيجيين الاجانب لدي زيارتهم شركة اسنيم العام الماضي و تمت مطالبة الدولة الموريتانية به مرات كثيرة لم يلق اذانا صاغية من اصحاب القرار حتي الآن و ان كان لا يكلف نفس المبلغ لطريق تيندوف ازويرات نظرا لكونه يمثل أقل من نصف المسافة.
تعودت موريتانيا علي ان تكون مشاريعها التنموية مساعدات خاصة من دول الخليج فلا يضر ان تدخل دول الاتحاد المغاربي علي الخط هذه المرة.
سواء تعلق الأمر بازويرات تيندوف او شوم بولنوار
صحيح ان ترك شوم بولنوار يشكل خواء أمنيا لواحدة من أكثر الشركات الوطنية أهمية للاقتصاد الوطني و عزلة كبيرة بين عاصمتي الوطن الشماليتين : المنجمية و الاقتصادية ازويرات و انواذيب اللتان لا تشتركان في تواصل بينهما علي الرغم من أولوية ذلك للتنمية الوطنية و مستقبل القطاع المعدني الواعد.
ما تزال الأشغال متواصلة في مباني سفارتنا في الرباط في حي آكدال و ان كانت تستعد من وقت لآخر للانتقال من دوار التهامي الي هناك.
بناء سفارة يعني الكثير من النشاط الدبلوماسي هنا في المغرب الذي استطاع ان يفرض نفسه في مجال التنمية في القارة الافريقية مع انه ليس دولة نفطية بل بسبب ذلك العمل الدؤوب لجهاز دولة حيوي و مواطن متحضر و خدوم منذو مئات السنين في هذه البلاد فقد صدق ابن خلدون عندما قال اذا كنت في المغرب فلا تستغرب.
مهما يكن من شيء ستبقي موريتانيا حقلا تنافسيا واعدا لهاتين الدولتين الأقوي في الاتحاد المغاربي الذي تأمل فيه الشعوب تحقيق أمنيات من ذلك الزمن الجميل كل بلاد العرب أوطاني من.....
طيب الله اوقاتكم
حمود ول اكليد