ما أنا شاهد عليه بحكم الممارسة والظروف هو أن سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالرياض وخلال الفترة التي أدار فيها السفير محمد محمود ولد محمد الأمين دفتها امتازت بأمور في غاية الأهمية،
أولها إعطاء هيبة للمباني العمومية دون تكليف الدولة سوى الانتقال من مكان بال إلى مكان حديث، وهذا ما عجز عنه من سبقوه، حدث ذلك دون إخلال بالمساطر وبما تمليه العقود بين الدولة ممثلة بالسفارة والمؤجرين ولقد كان من حسن الطالع أن حدث ذلك بدافع من وطنية لا تخفى ، هذه الخطوة غيرت النظرة التي كان ينظر بها السفراء والزوار للبعثة وأفرادها فلقد أصبحت بعثتنا محترمة على غرار نظيراتها، بعد أن ظلت حينا من الدهر بالية بأثاثها ومبانيها وسوء منظرها ، لقد كانت خدمة جليلة لموريتانيا ستمكنها فيما من تطوير العمل الدبلوماسي وتبادل الزيارات في مكان لائق لقد غير ذلك من النظرة التي لطالما عانت منها بعثتنا في المملكة.
ثانيا شهدت العلاقات في عهده أوجها وازدهارها بفضل ما تحلى به من لباقة وحسن سلوك وبما يحتاجه رجل الدولة من قدرة على الإقناع والمبادرة.
وكمندوب لبلادنا لدى منظمة التعاون الإسلامي استطاع أن يخلق ظرفية ملائمة للعمل من خلال تجهيز إقامة بمدينة جدة لأول مرة ستجعل السفارة قادرة على مواكبة الاجتماعات الكثيرة التي كانت تكلف الدولة أضعاف المبالغ وكانت معظمها بدون حضور.
الغريب أن كل هذا حدث دون أن يدعي الرجل فضلا أو إنجازا ولكنه حدث بسلوك المؤمنين بالمصلحة العامة المؤدين الأمانة والساعين على الدوام في أن يكون حال بلدنا أفضل من خلال الأفعال الرصينة ذات المغزى العميق.
المستشار الأول بالرياض
عبد الرحمن داداه