تشهد موريتانيا منتصف 2024 انتخابات رئاسية لا تشوبها شوائب تثليث المأموريات ولا يعكر صفوها أي تلاعب بدستور البلاد وتكاد تكون محسومة سلفا للرئيس المترشح لولاية ثانية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي تتوالي مناشدات قطاعات متزايدة من الموريتانيين له بالترشح ومواصلة ما بدأه فى مأموريته المنصرمة من محاربة للفساد وما قام به من عمل ملموس في مجال توزيع الثروة الوطنية بصورة عادلة تمنح أفضلية مطلقة للقضاء على مواطن الهشاشة وتوفير متطلبات العيش الكريم لمجموعات همشتها العهود السابقة.
لقد نجح ولد الغزواني خلال سنوات مأموريته الأولى في انتهاج حكامة شورى وتشارك أثمرت إجماعا وطنيا لم تعرف البلاد له مثيلا في تاريخها السياسي وأدى هذا الاجماع إلى تقليص الهوة بين المعارضة والموالاة ونقل موريتانيا من زمن الموالاة المصفقة أوتوماتيكيا والمعارضة العدمية المنتقدة إلى عهد تلاقي كل الفرقاء حول مشروع مجتمعي يجسد اللحمة الاجتماعية ويفتح مسارات تشاركية لتحقيق تنمية مندمجة لا تترك أي موريتاني على قارعة الطريق، مشروع مجتمعي حداثي ينطلق من الموجود ويستشرف الموعود بروح التطوير والبناء والانجاز.
هذا المشروع وما مهد له من إجماع وطني يدخل في صميم ديمقراطية الشورى والتعدد والتنافس التي يحسمها الشعب الذي هو مصدر كل السلطات عبر صناديق الاقتراع، فالتعدد مطلوب في كل مسار انتخابي والتنافس مرغوب ومكرس دستوريا لكن من الواضح أن الموريتانيين هذه المرة يتجهون نحو تجسيد التعدد بطعم الإجماع انطلاقا من مطالبة ولد الغزواني بالترشح، وأغلب الظن أن توجههم سيتوج بانتخابه لمأمورية ثانية تصون ما تحقق من منجزات تعضد جبهة البلاد الداخلية وتصون أمنها واستقرارها وتعزز مكانتها وتتيح لشبابها أن يضطلع بدور أكبر في تدبير الحاضر وصناعة المستقبل.
محمد عبد الله محمدو [email protected]