للأسف على إحدى القنوات الوطنية ظهر الدكتور سيدي محمد ولد جعفر يقول إن بعض من صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسدوا وأفسدوا، وبالتالي لا يستحقون الترضي الذي هو سلوك بروتوكولي فقط - حسب تعبيره .
وزاد الطين بلة بالقول إن هناك مجموعة من هؤلاء تولت الأنظمة وحابتها على حساب الحق والعدل وفي طليعتهم أبو هريرة رضي الله عنه ولم يترض عليه لعله يصنفه في خانة "الظلمة" مثل هذا النوع من التفكير الذي يضرب عرض الحائط بالآيات القرآنية الصحيحة التي تترضى عنهم وتصفهم بالمؤمنين حتى وهي تنزل توبيخا وزجرا وتعنيفا كما في مفتتح سورة الممتحنة والأحاديث الدالة على النهي على التعرض للصحابة بدلالة التحذير الله الله في أصحابي ..
وفي مشاهد رمى بعضهم بعضا بالنفاق فكان دفاع الوحي جاهزا ..
وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ..وغير ذلك - مثل هذا النوع من التصريحات يجب أن لا يستمرأ وأن لا يترك صاحبه يمرح ويسرح عبر وسائل إعلام دولة سنية تتخذ من الصحابة موقف السلف الصالح وفي مقدمة ذلك موقف الإمام مالك رضي الله عنه المعروف ..هذا الموقف هو عين ما يقوله الشيعة عن الصحابة حيث يعتبرون بعضهم منافقين ومجرمين كان همهم الدنيا وفي سبيل ذلك زيفوا الأحاديث ونافقوا إلى آخر ما تجود به كتبهم وألسنتهم من التنقيص من من رضي الله عنهم ورضوا عنه ..
وهذا الترضي -نعمة من الله -ليس مرتبطا بأن يترضى عليهم أو يرضى عنهم هذا الشخص أو ذاك هذه الجماعة أو تلك...فقد ورد بصيغة الماضي..
و حتى الدعاء بالصيغة نفسها. وكما هو معلوم فإن هذه النعمة التي خصهم الله بها قد أكسبتهم فضلا وجدوا ثماره في بعض الأفعال والأقوال التي لو كانت من غيرهم لعدت خيانة عظمى ونفاقا.. لكن الله تفضل عليهم ..
والقصص معروفة ومشهودة لذلك ليس من الوارد أن يأتي أحدهم اليوم ليعطي شهادة حسن سيرة وسلوك لهذا الصحابي الجليل وينزعها عن ذلك الصحابي الجليل كما يوزعها على طلابه بهذه الحجة أو تلك. ثم إن هذا الهجوم ليس جديدا وليس من تجديد الخطاب الديني ..
فمنذ نشأة الفرق والمذاهب وهذا التصور موجود بدرجات متفاوتة ولم يقدم للأمة سوى الانقسام والتشرذم والطعن في أهم حلقات سلسلة نقل التشريع ..نعم لقراءة التاريخ قراءة سليمة ..نعم لتنقيح وتجديد الخطاب الديني ..ولكن ينبغي أن يظل ذلك في إطار حدود المسموح به شرعا...
وكما يلعن هو البعض يلعن آخرون البعض الآخر..
و بالنتيجة فإن المصادر الأولى لهذا التشريع مشكوك فيها مطعون في نقلها مما يعني منطقيا إلغاء جزء مهم من التشريع وهو السنة التي نقولها .. لابد من ميثاق شرف أخلاقي حتى لا تصبح قنواتنا المحيلة شاشات لعرض الأفكار الشاذة والغريبة والمناقضة لعقيدة ومواقف أبناء هذه الأرض من القضايا الإسلامية الكبرى يا أهل موريتانيا... الله الله في سنيتكم ..
وفي معتقداتكم .
وقد أعذر من أنذر