يا أهل موريتانيا / الشيخ سيدي عبد الله (تدوينة)

اثنين, 11/09/2015 - 12:50

لقد زاركم في السبعينات والثمانينات شعراء كبار من أبرزهم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا والشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي والفلسطيني محمود درويش والسوري أدونيس وغيرهم لكن شاعرا عراقيا آخر زاركم منذ سنوات قليلة هو الوحيد الذي كتب في وطنكم وفي ولهكم الشعري قصيدة خلدها باسمكم في ديوان الزمن إنه عبد الرزاق عبد الواحد :

لأنك أنت يا شنقيط أم

سألتُ الله شمسُك لا تغيــــبُ ** وليلُك فجرُه أبدا قريـــــــب

وأجراس القصائد فيك نشوى ** لها وقع بمسْمعنا عَجيـــــــب

ونوقك لا يشيخ لها حنيــــن ** ولا يجفو بأضرعها الحليب

وتبقى كبرياؤك لا تـــدانى* * ولا يدنو لها كــــدر مريب

ومثل نقاء هذا الرمل تبقى ** نفوس بنيك من ألق تطيب

سألت الله أن يبقيك بيــــتي ** وأعلم أن ربَّك يستجيــــب

لأنك أنت يا شنقــــيـــط أم ** تشيب الأمهات ولا تشيــب

وأنك فرط عفْو ٍ، فرط صفو ** وفرطُ هوى برودته لهيب

فأرضك أرض شعر لا يضاهى ** وحب لا يخون به حبيـــب

فكل صَبيَّة أنثى حـــــمام ** وكل فتى بأيكك عندليـــب

فإن بلغا فطامهما فــقيس ** وليلى.. لا سعى بهما مريب

ولي في حُرِّ أرضك ذكريات ** لها في خافقي أبدا وجيــب

وما من كريم نداك أنسى ** وهذي وقفتي شرف مَهيب

سلاما أيها الوطن الحبيـــــب ** وبعض الشكر موقفه عصيب

لأنك لست تنتظرين شكرا ** وليس كمن يُثاب ومن يثيب

تجيئين المكارم عن حياء ** مخافة أن يكون لها رقيب

تحسَّبُ أن يقول الناس أعطت ** وهل في ذكر فضلك ما يريب

يذوب القلب يا شنقيط وجدا ** عليك لأن عندك ما يذيب

علا، وكرامة، وسخاء نفس ** وأعظمهن رفضك ما يعيب

وأنك بين أوطاني جميعا ** ملاذ تلتقي فيه القلـــــــوب

على حب وليس سواه يبغي ** ويكرم نفسه فيك الأديب!

سلاما أيَّها الوطن الحبيب ** سلام ابنٍ تقاذفه الدروب

على كِبَر أصابته الليالي ** وهدت ركنَ هدأته الخطوب

وأحدث فيه صرف الدهر صدعا ** عميقا لا يعالجه طبــــــيب

تهاوى بيتُه العالي وأخنى ** على شرفاته موت لهيب

وبُعثر أهله في كلِّ فج ** فكل ابنٍ له وطنٌ غريب

فراح يطوف من أرض لأرض ** خطاه على ثمانينٍ تلوب

يفتش عنهمُو بين المنافي ** ويوما ما يَروح ولا يؤوب!

هي الدنيا تحملنا أساهـــــــا ** وأدهى الحمل ما تضع الحروب

وأفظع ما تخلفه المنايا ** وأبشع ما يلاذ به الهروب!

لذا ظل العراقيون فيــها ** نخيلا لا يميل به هبوب

وها بغداد تشتعل اشتعالا ** وها دم أهلكُمْ فيها سكوب

تعاهدنا نموت بها جميعا ** ولا يتكرَّر الوطن السليب!

فمرحى للنشامى في عراقي ** نَجيب يقتفي دمه نَجيب

ولا والله نسبح في دمانا ** ولا يعوي على بغداد ذيب

سلاما أيها الوطن الحبيب ** وبعض الشكر موقفه عصيب