ولد الددو .. و محنض باب.. و القرضاوي

خميس, 11/19/2015 - 10:25

زيارة الشيخ محمد الحسن الددو الليلة إلي العلامة لمرابط محنض بابَ ولد امّين في الدوشلية، ذكرتني بمقولة محمد بن يونس : ما رأيت للقلب انفع من ذكر الصالحين، وبذكر الصالحين تتنزل الرحمات.
فاخترت ان اشارككم احدي قصصه العجيبة، حدثت إثناء لقاء العلامة محنض باب بالعلامة القرضاوي إثناء زيارته إلي نواكشوط.

لمّا راي الشيخ آكل ولد أحمد الفاللي، الشيخ محنض باب ولد أمّين قادما
ذات مرة على حاضرة من حواضر بني ديمان قال : إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
ذلك محنض باب بن أمين بن حامدن ابن حفيد علامة اكيدي الشهير محنض باب ولد عبيد الديماني، وعمه هو العالم المشهور، الشاعر والمؤرخ المختار ولد حامدن، أما أمه فهي كريمة العالم المختار ولد بيدح.
لمرابط محنض باب علما وعملا وأخلاقا، موسوعة العلم و"شيم الزوايا" ومن إليه انتهى " أمر الولي ناصر الدين"، من نهج للناس "سلم المرتقين"، بعد أن حرر المباحث الفقهية، بعقل وعلم راجح.
الرجل لغز حيّر العلماء والأولياء والأطباء، في علمه وورعه وتحريره وفقهه، في ملبسه وفي مطعمه الذي لا يتجاوز جرعة من لبن بقر فقط ليوم وليلة. الرجل يعيش على الحافة الموجودة بين عالمنا وعالم الاخرة.
زارته قبل سنوات قليلة احدي سيدات انواكشوط، ابنة أسرة مال وتاريخ ووزيرة سابقة وحالية في الحكومة، فسألته أن يدعو الله لها ذرية فهي لم تلد في حياتها و قد بلغت من سن العقم عتيا،
امر احد تلامذته ان يمد له جهاز هاتفها، أخذه تمتم عليه ودعي الله لها وارجعه إليها قائلا : بسم الله اللقاء كيفتشي اوفَ، ودعتكم مولانَ...
بعد حوالي شهر لم تصدق السيدة الوزيرة علامات الحمل ، طارت إلي مستشفيات مدريد فاغميّ عليها وهي تستلم تحليل تأكيد خبر الحمل، رجعت إلي نواكشوط وشدت الرحال في سيارتين جديديتين محملتين بكل مالذّ وطاب ومن أنواع الهدايا الفاخرة ، علم لمرابط بقدومها الي القرية، فرفض استقبالها وامرها بالرجوع الي انواكشوط هي وهداياها.
رُزقت بعد ذالك بوحيدها وسمته علي جدها رحمه الله فأعادت المحاولة بزيارة لمرابط واستقبلها بشرط ان لاتدخل عليه أي هدية قائلا : انا لست حجابا ولا عالما ولا أعد أي تعاويذ. أنا مسن وليست لدي أسرة، لا شيء يهمني في هذه الحياة سوى الكتب، ولا أرى ضرورة لأخذ أموال الآخرين مقابل الدعاء إلي الواحد القهار.." ووضع يده على "مقرج الوضوء" وقال: بسم الله كيفتشي القااااااء اوفَ.

في زيارة هي الأولي من نوعها لـ الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي لموريتانيا بدعوة من العلامة الشيخ محمد الحسن الددو، شدّ محنض بابَ الرّحال من قريته إلى نواكشوط وهو مرتد ملابسه ألمعروفه وهي كفن لا أكثر، لا يزيد على دراعة تشبه دراعة "فنيار" لكنها ليست دراعة اذ لا جيب فيها، يضع لثماما على رأسه وفمه وإزارا لُفّ بعناية حتى يظل مستعدا ليوم الرحيل.
وصل الشيخ محنض باب إلى فندق الخيمة مقر إقامة الشيخ القرضاوي وبدآ اللقاء: سأل الشيخ محنض باب الشيخ القرضاوي هل درست على الشيخ عبد الله دراز؟ فقال: لم أدرس عليه مشافهة ولكن درسني ابنه.
سأله عن الشيخين الندوي والمودودي؟، 
فقال القرضاوي: لقد ألفتُ كتابا في سيرة المودودي.
قال له محنض بابه عجييييب لم أقرأه !!!
ردّ القرضاوي باستغراب : وكيف تقراه، لأنني لم أطبعه بعد !!. 
وكثرت أسئلة لمرابط محنض باب عن أمور من أمور القرضاوي حتى سأله عن بعض الخواص في عبادته.
فانبهر القرضاوي والتفت إلي الشيخ الددو وقال: هو ّالشّيخ دَهْ مييين آلّو الحاكَات دي !!؟

أثناء ذلك لاحظ الشيخ محنض باب إن أحد الحضور- شابا حينها و"شيخا" برلمانيا الآن - قد وثّق الحوار في فيديو، ومن المعروف أن الشيخ يرفض أنواع التصوير أحري الفيديو. 
خاطبه الشيخ محنض باب بالسلام وقال له : أنت ذاااك الاه بذالي صورت.
رفض الشاب ذالك معتذرا انه فيديو نادر جدا.
قال له الشيخ : كَتلاااك الاه عنّك ذاك ...وهايلاه نشريه من عندك بقدر من الدعاء في السر والعلن.
اصرّ الشاب علي الرفض.
انتهي اللقاء وغادر الشيخ الجليل إلي قريته، ليكتشف الشاب بعدها بساعة أن قدرة الله محته من جهازه ومن ذاكرة الكاميرا ولم يستطع استعادته بأي برنامج من برامج استعادة المحذوفات إلي هذه اللحظة.

نقلا عن كناش الطيب ديدي على الفيسبوك