رحيل أحد علماء "باركيول"

اثنين, 12/21/2015 - 11:28

يٰأيَّتُها النّفسُ المُمطمئنّة ارْجِعي إلي رَبِّكِ راضية مرضيةً فادْخُلي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي ؛ 
صدق اللّه العيظيم 
رحل عن دنيانا الفانية إلى واسع رحمة اللّه تعالى اليوم ؛ 
رجل الدنيا والآخرة الجامع بين العلم والعمل ؛ الخال أُبّ بن خطار بن سيدي حمّد القلقمي ؛ 
ولد أبّ حوالي 1920 درّس وهو صغير القرآن الكريم على جده لأمه 
ولمّا بلغ الثالثة عشر من عمره ؛ تاقت نفسه إلى المزيد من المعرفة فترك أهله وذهب إلى لمرابط اباه بن محمد الامين اللمتوني وبدأ يتعلم الفقه ؛ حتى صار رأساً في الفقه 
ثم انتقل إلى العلامة أحمد بن عمارو الجكني. حتى توفي 
فانتفل إلى العلامة بيدر بن الإمام ومنه إلى العلامة لمرابط أعمر بن محم بوب

وبعد رجوعه إلى عشيرته أحيا محظرة والده 
خطار بن سيدحمد 
وكان لمرابط اباه أذن له في الإفتاء فكان ثاني اثنين أذن لهما ولم يأذن لغيرهما 
وحين تولى الإفتاء والتدريس بحضرة والده كثرت طلبته وأخذ الناس عنه طبقة بعد أُخرى 
وكانت أوقاته مقسمة بين تدريس الطلبة والمطالعة والإفتاء وقضاء حوائج الناس
وكان مجتهداً في الصيام والقيام والبذل وحسن العشرة راجعا إلى الحق ؛ وكان حسن الرأي جميل الطريقة لا يخلى ليلة من تلاوة القرآن وقد بلغ الغاية في شرف النفس وكمال العغة ونظافة القلب وحلاوة المعشر وحسن التفقد لإخوانه وجمال الرعاية لهم ؛ 
وكان رحمه الله تعالى على جانب كبير من الزهد والتقشف 
وإن كان خموله طوى عن الناس ذكره فلا شك أنّه مشهور لدى الملأ الأعلى وملائك السحر بصلاة الليل وقرءة القرآن واتباع سنّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ؛ 
وقد نشأ شابا في طاعة اللّه تعالى وكهلا في عبادته فما رآه أحد يفعل مكروها ولا يخالف سنّة فهو كما قال القائل : 
فقيه ما تقلّد قط وزراً :: ولا داناه في مثواه ذام

وجُلُّ فعاله صادات بر :: صِلاةٌ أوْصلاةٌ أوصيامُ

وكان في مأكله ومشربه كما قال أبو الطيب

شرابه النشح لا للري يطلبه :: وطعمه لقوام الجسم لا السمن ؛

وطلاّبه يعرفون بالسّمت الحسن وتلوح عليهم دلائل الصّلاح وقد تخرج على يديه خلق كثير في معرفة القرآن والفقه 
من أشهر الفقهاء الذين تخرجوا على يديه 
أخوه محمد السالم بن خطار رحمه الله تعالى وكان عالما فاضلا متقنا للفقه والقرآن 
والأخوين الخضير وخطار أبناء محمدي 
وهما أبناء أخته ؛ وغيرهم من الفقهاء. تخونني الذاكرة الحين عن سردهم 
أمّا من تخرج على يديه في حفظ القرآن بالإتقان 
فلا يعلم عددهم إلاّ اللّه ؛

وأمّا كرمه وجوده فهو كما قال القائل : 
إنّا إذااجتمعت يومًا دراهمنا :: ظلت إلى طرق المعروف تستبق 
لا يألف الدرهم المضروب صرتنا :: لكن يمر عليها وهو منطلق ؛

ثم إنّه في هــذا كله كما قال زهير بن أبي سلمى

وما يك من خير أتوه فإنّما :: توارثه آباء آبائهم قبلُ

وليس هــذا من باب المدح أو الإطراء إنّما هو جزء من حقيقته وغيض من فيضه يعرف ذلك من يعرفه

لعمرك ما الرزية فقد مال :: ولا شاة تموت ولا بعير ؛
ولكن الرزية فقد حبر :: يموت بموته خلق كثيرُ ::::::::::::::::

ولو كانت الدنيا تدوم بأهلها :: لكان رســول اللّه فيها مخلّدا 
وكأنّي أرى لسان حاله اليوم يقول 
مقولة معاذ بن جبل رضي اللّه عنه عند موته ؛

مرحبا بالموت مرحبا اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك إنك لتعلم. أنّي لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر ؛

رحمه الله تعالى. وأسكنه فسيح جنّاته وألهمنا في فقده الصبر والسلوان 
وأحسن الله عزاء ومواسات الجميع دون تخصيص ( إلاوالدتي فأخصها بالعزاء والمواسات ) 
.
وليس بغريب أن يبكيه من في البحيري والنبيكة وباركيول وواد النص وكرو وكيفه ؛ وجميع ساكنة آفطوط 
لحسن سيرته وتمام خلقه وكمال علمه وورعه وعبادته وعطفه وحنانه ؛ وكرمه

إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنّا بفقدك ياأبّ لمحزونون 
رحمك اللّه أيها الوالد العظيم وجعل قبرك روضة من رياض الجنّة ورفع اللّه درجاتك في أعلى الجنان 
وإنّا لله وإ نّا إليه راجعون ؛

الأحد ربيع الأول /٩/ ١٤٣٧هـــ 

بقلم: الشيخ أحمد محمدي