فرنسا و ابواب الحرب العالمية الثالثة .. بريطانيا و امريكا الطرف الضعيف القوي في مواجهتها

أربعاء, 12/30/2015 - 15:38

ذلك اننا سوف نناقش مقالنا هذا عن الفترة المعاصرة من خلال عهود الرآسة الفرنسية جاك شيراك و من بعده ساركوزي و يليه الرئيس الحالي فرنسوا اولاند.

محاولة الحياد و الابتعاد الفرنسي عن الهيمنة الامريكية بقيادة بريطانية

ذلك ما قرره الرئيس الاسبق جاك شيراك في العام 2003 الامتناع عن دخول الحرب و الاحتلال للعراق لهذا لم تحصل بريطانيا و امريكا على الموافقة المطلوبة من مجلس الامن و ذهبتا الى احتلال العراق دون اي غطاء قانوني دولي كما يقال و قد كانت مصلحة بريطانيا في ذلك حتى تبعد آثار الرآسة الامريكية زمن بيل كلينتون عندما قرر الابتعاد الامريكي عن الهيمنة البريطانية خاصة و ان الكونجرس الامريكي ظل على طوال الاجيال و حتى الآن واقع تحت هيمنة بريطانية على القرار الامريكي فهناك اموال النفط العربي التي تدفع اتاوات و تخصص للصهيونية العالمية اموال العرب الحكام الذين يستولون عليها و يرسلوها الى امريكا و غيرها من الدول لتكون في خدمة السياسة البريطانية رأس مال ضخم يمكن به تهديد اي دولة في العالم حتى تركع لبريطانيا عن طريق الماسونية و الموساد الكل في خدمة بريطانيا المتوارية عن الانظار على انها دولة عظمى و صاحبة اعرق ديمقراطية في العالم ...لهذا تظهر في الافق على انها ذلك و الواجهة امريكا محل ارهاب العالم ذات الاساطيل الحربية في ارجاء الدنيا و بلمسة واحدة تنهار امريكا و يتوقف كل ذلك اذا ما رفضت الدويلات التابعة لبريطانيا استخدام الدولار العملة الامريكية فان الانهيار يكون سريعا لها...و غيرها من الامور.

لذلك اخذ بيل كلينتون على عاتقه ان يخلص امريكا من هذا الارث بدأ في الزام الدويلات العربية العمل بالديمقراطية التعددية في الحكم...انشأ قناة الجزيرة...لهذا اعد جورج بوش الابن ليرجع امريكا الى حاضنتها بريطانيا

الرآسة الامريكية و لمن اراد ان يتأكد من هذا الطرح العودة الى ما كان عليه هذا الجورج بوش الابن الذي تم تزييف و تزوير بطاقات الانتخابات له مع نائب الرئيس بيل كلينتون الجور الذي ارغم على قبول ذلك التزوير و النتيجة التي وصلت اليها...انظر سجن جوانتانامو..انظر السجون حول العالم من لم يكن معنا فهو ضدنا...الحرب في افغانستان...الحرب على العراق و احتلاله...تراجع الديمقراطية في العالم العربي الى ان وصلت الى حد العدم و غيرها التي لم يحاكم عنها و ترك يغتنم اموال النفط مع طاقمه في الحكم ديك تشيني و كولندا رايز و غيرهم امثال وزير الدفاع...

لهذا اخذت قناة الجزيرة في التأرجح في تلقيها و بثها الاستخباراتي و اخيراً و بفعل الاتفاقية الامنية بين دولة قطر و بريطانيا التي ارغم اميرها على التوقيع عليها بفعل الرئيس الامريكي باراك اوباما دولته التي تحتل قطر بفعل قاعدة السيلية...حاكمها الذي لم يجد عوناً له

لذلك تشارك دولة قطر مع الجزيرة في الحرب على اليمن عاصفة الحزم.

في ظل هذه الاوضاع التي اوجزنا بعضاً منها حتى لا نطيل عن صلب الموضوع انتهت فترة الرآسة الفرنسية جاك شيراك ليأتي خلفه الرئيس السابق ساركوزي و قد اخذ على نفسه ان يكون مهيئاً للرآسة الفرنسية و الشعب الذي اختاره و ان شاب ذلك فترات يقال بانه تلقى اموال من العقيد الليبي معمر القذافي حتى يصل الى الرآسة و قد كانت ليبيا و قتها تحت الحكم البريطاني بطريق غير مباشر عن طريق جهاز المخابرات المتعاون مع الاستخبارات البريطانية و كذلك رئيس الوزراء الاسبق  توني بلير مستشار القذافي...لهذا سلمت ليبيا القذافي الصواريخ الى ايران لاطلاقها على العراق اثناء فترة تفعيل الحرب العراقية الايرانية و قد اخطأ الرئيس صدام حسين في اشعالها باي ظرف كانت و لاي معيار...

فقد كان الطيران الفرنسي الحربي سباقا في ضرب كتائب معمر القذافي و لولا ذلك لما تدخلت امريكا التي جعلت امر الحرب في يد بريطانيا التي اخذت في المراوحة حتى تصل الى تنازلات الثوار و هذا ماهو ثابت في مراوحات الحرب يوم يدعى بتقدم الثوار و اخر بسيطرة الكتائب و هكذا الى ان قضي الامر بتدخل ايطاليا كونها متضررة من اعمال القذافي في الهجرة الغير مشروعة تحت وصاية بريطانيا و هناك دولاً اخذت في المراوحة و بعضها عدل عن رأيه مثل اردوغان تركيا في البداية مع القذافي و اخيراً ضده و هناك اسرائيل و هكذا.

تأتي المرحلة الثانية طلب بريطانيا التدخل الفرنسي في افغانستان

فعلت بريطانيا و حليفتها امريكا في عهدي جورج بوش الابن و باراك اوباما الملف النووي الفرنسي في الجزائر (التجارب النووية) التي راح ضحيتها الشعب الجزائري برغم ما قدمه من خدمات لنمو فرنسا في شتى الميادين لهذا انصاع ساركوزي لما يطلب منه و ارسل الجنود الفرنسيون الى افغانستان للاحتلال و القتال و لقتل الشعب الافغاني و ليقتل عددا منهم..لهذا اعيد ملف التفجيرات و التجارب النووية الفرنسي الى الدرج ...و قد كان على فرنسا ان تسوى هذا الملف و تداعياته حتى لا يستغل ضدها و حتى يحصل المتضررين من الشعب الجزائري على حقوقهم و يتم تسوية الملفات العالقة جميعاً ان هي ارادت ان تكون دولة كبرى...

الرآسة الحالية فرنسوا اولاند

فرنسا امام الارهاب المصطنع

ذلك ان السياسة الاستخباراتية البريطانية التي ارغمت امريكا على ان تتبعها اينما تخطط له في الداخل اللوبيات الصهيونية و العربية و الصينية و خلافهم في منظومة فرق تسد و قد سوت بريطانيا امرها معهم جميعاً الرآسة الامريكية باراك اوباما و حتى لا يكون مهدداً بالتشهير به خاصة و انه من غير المتمكن في ادارة الحكم و قد احضر للرآسة اثر التطبيل له في الاعلام على انه سوف يعالج كل مخلفات الرآسة التي سبقته جورج بوش الابن و قد فشل في كل ذلك و بلغته بسيطة عندما كان يزور احدى الدول وصلته الاخبار بالانهيار الاقتصادي او ما يشبهه فعاد الى امريكا و منذ حينها التزم بتعليمات بريطانيا له و لا يحود عنها..

لهذا تكون بريطانيا صاحبة القرار كونها قررت اجهزة استخبارات وطنية لحكم الدول المستعمرة لدى انسحابها العسكري منها و للالتفات حول قرار الامم المتحدة بتصفية الاستعمار و هي اجهزة تراقب بعضها البعض و تقدم تقارير لبريطانيا و هي على مدار العالم بعيدة عن الديمقراطية

امام هذه الحالة و قد اصبحت امريكا مستعمرة بريطانية فان الاخيرة التي تدير العالم بالارهاب و تعمم بالارهاب بعيدة عن اية مساءلة وطنية او اقليمية او حتى دولية و اصبحت يدها مطلقة تماماً من اية مسئولية و بالتالي تحكم السيطرة على الدول صغيرها او كبيرها.

و هذا ما جعلها تنشأ المنظمات و الفصائل المقاتلة التي تأتمر بامرها

بدأتها بالقاعدة و جعلت على رأسها اسامة بن لادن و حتى يستفيد تابعيها منه جعلت العرب و المسلمين في ضبابية قاتمة عندما اوعزت لباراك اوباما بان يقوم بالمسرحية الهزلية حتى يحصل على الاصوات في انتخابات الاعادة و بالفعل تمت هذه المسرحية و قيل ان اسامة بن لادن قتل فيها اذن اين جثته قيل بانها القيت في البحر ...وهناك شواهد اخرى اين جثمان ابو مصعب الزرقاوي الذي ادعى بقتله ايضاً لماذا لم تسلم الى اهله و ذويه و هناك اليمني الاصل الامريكي انور العولقى و لم يتم تسليم جثمانه و اخرين من القاعدة ليكون السؤال ماهي الفوائد التي جناها العرب و المسلمين من وراء القاعدة غير ازدرائهم في العالم و وصفهم بانهم ارهابيين ...

ليعود المشهد الآن الدولة الاسلامية كما يطلق عليها - داعش –

بداية اختير هذا الاسم ليكون ضبابية لدى العرب و المسلمين و كذلك لدى الاخرين من شتى شعوب الارض.

هنا و بعد الثورات الشعبية التي قامت في دول الربيع العربي في سوريا والعراق و ان هناك اراضي كبيرة تحتاج الى التدخل العسكري البري مع الخوف من الجيوش العربية تم تفعيل الازمات الاقتصادية كما هو عليه تونس حتى تفرز عدد 8000 عنصر مقاتل و هناك شعوباً اخرى فقيرة و هناك وسائل الغيبيات و هناك الطائفية و الاصطفاف العنصري من مكونات الشعوب فانها اى بريطانيا لم ترحم احداً انما قررت هذه المنظمة حتى تأتمر بأمرها.

لهذا و كما قلناه في السابق لاخواننا في العراق وجوب اقامة او عقد مؤتمر دولي للارهاب للكشف عن كل هذه الظواهر و من يديرها و من يمولها حتى تفضح امورهم

و لاجل ذلك و لخلق ضبابية معتمة فقد ادعى بأن داعش في الاصل ايرانية و احياناً يقال بانها من الدولة السورية او العراقية لدى المالكي و اخريات من الدول العربية الرجعية.

ايران الحالية و الشاهنشانية لا تختلفان عن بعض مرده الاستعمار الذي منهجها يدعون بانهم ضد امريكا الشيطان الاكبر و هم من ثبت اقدامهم في العراق و افغانستان و غيرها و هم من سمح لاستصدار قرار مجلس الامن بشأن اليمن الذين يدعون بانهم مناصرين للحوثيين...و قد كان رفع يد مندوب روسيا حتى يتوقف كل ذلك...و هناك الكثير الذي يدعم مقولتنا بانها على تنسيق كامل مع بريطانيا.

اما الدول العربية فانها غير مستقلة و هي الواجهة الاخرى للعملة الرديئة اقلها جمع بريطانيا ما يسمى التحالف العربي لقتل اليمنيين فما بالك بانهم يمنعون اقامة اي ديمقراطية مهما كانت لديهم مما يؤكد كل ذلك ان الارهاب بريطاني مائة بالمائة التراوح في المفاعل النووي الايراني لعبة قذرة حتى تبرز التنازلات الايرانية و الامريكية و الغربية و التعاون العربي الاسرائيلي دليل اخر على التواطأ... 

و لكن كل ذلك  و حتى يتضح الامر فان امر داعش هو في الاصل بريطاني و بدعم لوجستي امريكي

فترة وجيزة و اخذت هذه المنظمة او الدولة في الانتشار و لكنه المحسوب تماماً من قبل بريطانيا تعرف متى يتوسع في الانتشار ومتى تحده...بل ظهر منذ فترة وجيزة خبر القبض على رجل استخبارات اسرائيلي من الموساد يدير القتال في داعش يدعى يوسي ايلون شاحاك برتبة عقيد في الجيش الاسرائيلي لواء (غولاني) و هو برقم Re34356578765AZ231434 الرقم العسكري الخاص به في الجيش الاسرائيلي.

و هذا يعني ان الهجمات على داعش لها حساب اخر يقتل فيها المنتمين له الذين غرر بهم و الاخرين لا يمسهم شيئاً.

لذلك تأتي و هذا عنوان مقالنا

بوادر الحرب العالمية الثالثة على فرنسا حتى تسير وفق الاجندة المطلوبة كما كانت عليه في معاهدة سايكس بيكو

الهجمات الجديدة على فرنسا في ميشال ابيدو و الاخرى منذ الاسبوعين او اسبوع انما تدخل في مضمون حماية داعش لتعمل وفق ما رتبته المخابرات البريطانية  و اي مساس لهم عندما قرر الرئيس فرانسوا اولاند ضربهم في سوريا و كذلك الحشد الشعبي في العراق انما يفشل خطط بريطانيا لذلك اوعز بقصد و غير قصد من التغيب بان تتم الهجمات ليرتب الاستخبارات البريطانية مسارها مادام المجتمع الدولي لن يحاكمها عن اي جريمة .

انظر مثاله على سبيل المثال

وجود داعش في مصر شبه جزيرة سيناء بريطانيا وامريكا و صبيانيهما هما من قاما بالانقلاب العسكري و عينوا رئيساً لها و هم من يدفعون داعش لوجود اخفاقات في الحكم و حقوقاً لمواطني سيناء غير معترف بها من قبل النظام لتأتي ثمارها انصياع الدولة لما يؤمرونها به و لهذا تجد التنسيق المصري الاسرائيلي على اشده...

انظر حالة ليبيا

حتى لا يستفيد الشعب من ثرواته الطبيعية النفط و غيره و انه محل خلل في ذلك للتوازن الاقتصادي الوطني و العالمي فأن داعش تهاجم ثوار ليبيا في سرت دعماً للواء المتقاعد خليفة حفتر.

يعني ان المساءلة ليست ليبية عرفه و انما هي توجيه لما يسمى داعش في احداث النظام الدولي الحالي المقرر بالارهاب الغير مسئول محل الحماية من بريطانيا و امريكا و كافة الانظمة الاستخباراتية

و هكذا يكون مصير من يعارض القرار البريطاني.

بل الاكثر من هذا و ذاك و خلاصة القول ان المخابرات الفرنسية تعلم هذا جيدا و ان لم تعلمه من قبل فانها تعلمه الان و لكن الخوف من بريطانيا و امريكا اعمق لهذا يتخذه اي الارهاب و الاعتداءات من قبل تحجيم دور الاسلام في فرنسا و هو الدور الذي ينأى به جهاز المخابرات الفرنسية عن مواجهة الواقع.

المحامي/عيسى فرج ارحمه ال بورشيد