بعد إقالة الزند.. وزير العدل السابق يواجه المحكمة فى قضية "ازدراء أديان"

اثنين, 03/14/2016 - 10:32

تواصلت تداعيات أزمة إساءة وزير العدل المصري أحمد الزند للرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث حفلت وسائل التواصل الاجتماعي المصري بتوجيه الانتقاد له والتعبير عن الارتياح لقرار إقالته، بينما رفض نادي القضاة الذي كان يترأسه الزند قرار إقالته .

وأكد وزير العدل المصري المقال - في تصريحات تليفزيونية الأحد 13 مارس/آذار 2016 - أنه اعتذر للرسول وهو يعرف أن اعتذاره مقبول لأنه قبل اعتذار الكفار ، وهو ليس منهم.

وقال الزند - في تصريح هاتفي لبرنامج على مسؤوليتي في قناة "صدى البلد " الذي يقدمه المذيع أحمد موسى - إن الشيئ الذي يأخذ عليه، المسلم وغير المسلم ، هو مالا يقصده، وأن كلامه كان في سياق رد على سؤال حول حبس الصحفيين، وأنه كان يقصد أنه لا عصمة لأحد من سيف القانون، وأردف قائلا "الصحفي إذا أخطأ في حق عائلتي أو أساء لسمعتها فلماذا لا يحبس".

ورغم الأزمة التي سببتها حدة تصريحاته فإن الزند واصل أسلوبه التقليدي الذي يعتبره البعض استعلائيا، فقد أعرب عن خشيته من أن يكون هناك ما وصفه بنفر من الصحفيين هو الذي أثار هذه الزوبعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف:" استغفر الله العظيم مرات ومرات، وجئتك يا رسول الله معتذرا، وأنا أعرف أن اعتذاري مقبول، لأنك قبلت اعتذار الكفار، عندما أطلقت سراحهم بعد فتح مكة ، قلت لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، وأنا لست منهم، معتبرا أن المسألة تم تضخيمها لأغراض سياسية والإعلام باع الطعم.. حسب تعبيره

أزمة بين القضاة والحكومة

من جانبه، أعلن مجلس إدارة نادي قضاة مصر، والعديد من أندية القضاة بالأقاليم، في بيان لهم الأحد 13 مارس/آذار 2016، عن تمسكهم ببقاء المستشار أحمد الزند في منصبه وزيراً للعدل، ليستكمل مسيرة تطوير منظومة القضاء التي قام بها منذ توليه مهام منصبه وحتى الآن وبدأت بالفعل تؤتي ثمارها. حسب تعبيرهم.

جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد مساء الأحد إثر الأنباء التي ترددت بشأن استقالة المستشار أحمد الزند من منصبه كوزير للعدل، حيث أكدوا مساندتهم للزند في مواجهة الحملة الممنهجة التي يتعرض لها على مدى الفترات الماضية، باعتباره رمزًا من رموز القضاء وأبرز الذين ساندوا الدولة والشعب المصري في مواجهة حكم جماعة الإخوان الإرهابية (حسب تعبيرهم)، بما كان باعث أساسي في نجاح ثورة 30 يونيو (التي أطاحت بحكم الرئيس المنتخب الممثل لجماعة ال.

وأوضح البيان الذي نشرته صحيفة الوطن القطرية أن اللفظ العفوي الذي صدر عن المستشار الزند في حوار تلفزيوني كان قد أجراه مؤخراً، اعتذر عنه في حينه، كما أوضح في مداخلات للعديد من الفضائيات في اليوم التالي أنه لا يمكن له من قريب أو من بعيد أن يصدر عنه لفظ قصداً يمثل مساساً بأي من الأنبياء أو الرسل، خاصة وأنه من خريجي الأزهر الشريف ومن حفظة القرآن الكريم ويتمسك بالقيم الدينية.

الإخوان هم السبب

ولفتت وكالة رويترز إلى أن بيان نادي القضاة يشير إلى صدام محتمل بين النادي الذي يضم في عضويته نحو 13 ألف قاض والحكومة.

و قال عبد الله فتحي رئيس نادي القضاة إن "من الخطأ التعامل مع قامة بحجم المستشار أحمد الزند بهذا الشكل وقضاة مصر يأسفون أن يكون جزاء من دافع عن مصر وعن الشعب والقضاء والوطن في مواجهة جماعة إرهابية أرادت إسقاط مصر أن يكون جزاؤه على هذا النحو".في إشارة إلى دوره المناهض لحكم الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.

وأضاف فتحي:"يبدو أن أذناب الجماعة الإرهابية لا يزالون داخل مؤسسات الدولة وهي التي توجه الأمور على هذا النحو وتتربص بكل وطني مخلص".

وكان الزند من أشد معارضي جماعة الإخوان المسلمين التي حكمت مصر بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم.

من جانبه قال المستشار حمدي عبدالتواب، المتحدث باسم نادي القضاة، لبرنامج "على مسئوليتي"، عبر قناة "صدى البلد"، مساء الأحد 13 مارس/آذار 2016، أن هناك عددا كبيرا من القضاة تحدثوا معه وأفصحوا عن نيتهم تقديم استقالة جماعية عقب تأكيد نبأ إقالة وزير العدل.

وتابع: "المستشار الزند، كان له دور كبير في الوطن وتصدى لمخططات الجماعة الإرهابية.. هذا لا يصح ونحن في دولة قانون، وهو قدم اعتذارا عن خطأه وشخصيته المتدينة تشفع له".. وذلك وفقا لما نقله موقع صحيفة الشروق المصرية

موظف صغير

وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، قد أعفى المستشار أحمد الزند من منصبه، على خلفية انتقادات وجهت إليه بسبب إساءته للرسول عليه الصلاة والسلام في قوله:"سأحبس من يخطئ حتى لو كان النبي".
و جاء قرار إعفاء وزير العدل المصري السابق ، من منصبه كما جاء بنص بيان رئيس الوزراء، بعد رفضه تقديم استقالته لمدة 3 ساعات كاملة.. وفقا لصحيفة الشروق المصرية.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات بدأت بين إسماعيل و الزند ، عصر الأحد، حيث أجرى الأول اتصالا بالثاني، وطلب منه إصدار بيان باعتذار رسمي عن تصريحاته، أو تقديم استقالته.

ونقلت الشروق عن مصادر حكومية وقضائية مطلعة، أن الزند رفض الخيارين، فقال له إسماعيل باللهجة المصرية: "دي تصرفات تخرج من موظف صغير وليس وزيراً، والشارع كله غاضب من كلامك.

وبحسب المصادر، أصر الزند، على أن تصريحاته لوسائل الإعلام يوم السبت الماضي، كافية لإبداء موقفه، وأن ما حدث "مجرد زلّة لسان، استغفر بعدها مباشرة".

وأضافت المصادر، "بعد وصول المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود، غادر (الزند) مقر مكتبه بديوان وزارة العدل، في الرابعة مساء اليوم، متوجهًا إلى منزله، ومصرًا على رفض تقديم الاستقالة.

وإزاء رفضه الاستقالة، صدرت التوجيهات الرئاسية (في إشارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)، لرئيس الحكومة، بإعفاء "الزند" من منصبه، وهو ما حدث في تمام الثامنة مساءً اليوم.

وحسب موقع "دوت مصر"، فإن رئيس الوزراء كلّف وزير الدولة للشؤون القانونية ومجلس النواب، المستشار مجدي العجاتي، بالقيام بمهام وزير العدل إلى حين تعيين وزيرٍ جديد.

وعن كواليس ما حدث من جدلٍ حول إقالة أو استقالة الزند، أكدت مصادر قضائية مقربة من الزند لـ"هافينغتون بوست عربي" رفضت ذكر اسمها أن هناك ضغوطاً مورست من عددٍ من الجهات القضائية على مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، وذلك للتراجع عن فكرة إقالة بالزند، وذلك بعد إبلاغ الأخير بضرورة تقديم استقالته، على خلفية الأزمة المثارة حول تصريحات اعتبرها الكثيرون إهانةً للنبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وما تلى ذلك من ردود فعلٍ غاضبة ومطالبات بإقالته، ومحاكمته بتهمة إزدراء الأديان.

وقالت المصادر إن الزند رفض تقديم الاستقالة، ورشحت أنباء عن استدعاء رئاسة الجمهورية للزند ورئيس الوزراء لاجتماعٍ عاجل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتخييره بين تقديم الاستقالة، أو صدور قرار بإقالته.

وأكدت مصادر من داخل نادي القضاة أن الزند لم يتقدّم باستقالته، وأن هناك "ما يمكن أن نعتبره تربصاً برجلٍ ذي قامة كبيرة مثل الزند يهدف إلى الإطاحة به".

من هو خليفة الزند

وعن خليفة الزند .. لفتت المصادر إلى أن هناك طرحاً لعددٍ من الأسماء أبرزهم المستشار سري صيام الذي قدّم استقالته من عضوية مجلس النوّاب منذ شهر تقريباً.

من جانبه ، أعرب الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي (المثير للجدل)، عن استيائه مما وصفه بـ"تصيد" البعض لخطأ المستشار أحمد الزند، في حق الرسول، قائلا: "الوزير أخطأ ولم يكابر واعترف بخطأه، وكان يجب التماس العذر له".

وأضاف "الجندي"، لبرنامج "على مسئوليتي"، عبر "صدى البلد"، الأحد، أن "المجتمع ليس لديه فضيلة التماس العذر وقبول الاعتذار"، متابعا: "لو لم نربي أولادنا على ثقافة الاعتذار هنموت بعض وسنصبح كلنا داعش، وسندخل على نوع جديد من التطرف".

وقال" يجب ألا نأخذ الجينات الفرعونية ونمسك المقصلة لبعض.. يجب أن نتواضع.. من كان منكم بلا خطيئة يتحدث". وأردف قائلا "أسأل الجميع هل قفل باب التوبة الآن في وجه الزند؟".

وأشار إلى أن المجتمع الآن يدافع عن الرسول ولكنه ليس لديه رحمة الرسول وأخلاقه، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى يقبل توبة الجميع ورسوله الكريم أعفى عن كل من تاب وجاءه معتذرا.

كان التصريح قد أثار موجة غضب في مواقع التواصل الاجتماعي رغم أن الزند استدرك قائلا: في المقابلة التي أجريت يوم الجمعة "استغفر الله العظيم". وعبر الأزهر في بيان اليوم الأحد عن انزعاجه بعد تصريح وزير العدل حيث قال الأزهر في بيان على موقعه الالكتروني إنه يهيب "بكل مَن يتصدى للحديث العام في وسائل الإعلام أن يحذر مِن التعريض بمقام النبوة الكريم... صونا (له)... من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة."

وأضاف "المسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحب النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- وباحترامه وإجلاله. وهذا الحب يعصمه من الزلل في جنابه الكريم -صلى الله عليه وسلم.
وأضاف البيان"على هذه الأمة أن تقف دون مقامه الكريم بكل أدب وخشوع."

وكان الزند يتحدث في برنامج (نظرة) الحواري على قناة صدى البلد التلفزيونية مساء يوم الجمعة عندما قال ردا على سؤال عن استعداده لحبس صحفيين خالفوا القانون "إن شا الله يكون (حتى إن كان) النبي عليه الصلاة والسلام. استغفر الله العظيم يا رب."

وعين الزند وزيرا للعدل ضمن تعديل وزاري في مايو أيار العام الماضي بعدما ترك سلفه محفوظ صابر المنصب وسط موجة غضب ضده لقوله في مقابلة تلفزيونية إن ابن جامع القمامة لا يصلح أن يكون قاضيا.
وفي عدة مناسبات أدلى الزند بتصريحات أثارت جدلا قال في أحدثها إنه يريد سن قانون يعاقب والدي الإرهابي على أنهما لم يحسنا تربيته فصار إرهابيا.

وأشار وكالة رويترز إلى أن كثيرين عبر حساباتهم على تويتر وموقع فيسبوك قد طالبوا بإقالة الزند منهم مستخدم في فيسبوك قال"عندما أخطأ وزير العدل السابق في الزبالين (جامعي القمامة) استقال فماذا يفعل من أخطأ في مقام الرسول صلى الله عليه وسلم؟" .
كما عُرف عن الزند الذي كان رئيساً لنادي القضاة تصريحاته المثيرة للجدل سواء تلك التي تستهدف ثورة 25 يناير، أو تلك المدافعة عن نفوذ القضاة والتي تعتبر دخول أبناء القضاة السلك القضائي زحفاً مقدساً لن يستطيع أحدٌ وقفه بصرف النظر عن مستوياتهم العلمية .