موريتانيا: حرب المهرجانات تؤجج «الاحتراب» السياسي بين النظام والمعارضة

أربعاء, 03/16/2016 - 10:47
صورة تخدم الموضوع

نواكشوط – «القدس العربي»: أججت حرب المهرجانات والمهرجانات المضادة التي تشهدها موريتانيا هذه الأيام حالة الاحتراب السياسي بين النظام والمعارضة بشكل غير مسبوق.
فبعد أن واجه الرئيس الموريتاني بالصمت مهرجانات المعارضة التي نظمت في الأسبوعين الماضيين داخل العاصمة وفي ثلاث من كبريات المدن، قرر الرئيس الدخول إلى الميدان لمواجهة دعايات معارضيه، حيث أوفد وزراءه للداخل لعقد مهرجانات موازية لمهرجانات المعارضة.
ولمحو آثار دعايات المعارضة في العاصمة، تفقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ظهر أمس أوضاع السكان في أحياء الصفيح في ضواحي العاصمة حيث استقبله أنصاره بصوره المكبرة وبلافتات التأييد والترحيب.
وسمعت أثناء الزيارة، شعارات تنتقد الظروف المعيشية التي يعيشها سكان الضواحي، وتطالب الحكومة بتوفير الماء والكهرباء والأمن وبشق الطرق لفك العزلة عن الأحياء الشعبية، كما طالبوا بتحسين خدمات الصحة والتعليم.
وانتقد الرئيس الموريتاني في تصريحات أدلى بها على هامش زيارته أمس لأحياء الصفيح، الدعوة التي وجهها له المعارض البارز أحمد ولد داداه ودعاه فيها للانسحاب من السلطة مقابل عدم محاسبة الشعب له لكن بشرط أن يسارع في التنحي السلطة. 
وأكد الرئيس الموريتاني في تصريحاته المقتضبة للصحافيين «أن الاتصالات بين الأغلبية والمعارضة مستمرة بشأن الحوار السياسي»، مشيراً إلى «أنه لا توجد أي عقبات تعترض طريق الحوار الذي سينطلق في القريب العاجل»، حسب قوله.
ونفى في تصريحاته وجود «أية ازمة اقتصادية في موريتانيا»، كما نفى «وجود أي عجز في الميزانية»، مبرزاً «أن العالم يعاني من أزمة اقتصادية وموريتانيا تتأثر بذلك باعتبارها جزءاً من هذا العالم»، وفق تعبيره. وأكد الرئيس «أنه لا يتابع كثيراً مما تقوله المعارضة لكن بالتأكيد أن التصريحات الأخيرة لرئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه، تصريحات لا تستحق الرد». 
وضمن الحرب الإعلامية المشتعلة بين النظام والمعارضة في وسائل الإعلام أكد الدكتور بيت الله ولد أحمد الأسود الناشط السياسي في الموالاة «أن موريتانيا عكسا لما تروج له المعارضة، تعيش حالياً في رخاء وهناء».
وأشاد ولد «بإنجازات نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في شتى المجالات، من طرق معبدة، وكهربة المدن، وتطوير للقطاع الصحي وبناء وتجهيز للمستشفيات بأحدث المعدات الطبية، إضافة إلى توفير الأمن، وإنشاء وتجهيز جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد».
وأكد ولد أحمد الأسود الذي يدير وكالة ترقية الشباب في حوار مع قناة الساحل «أن موريتانيا لا تعيش أية أزمة سياسية أو اقتصادية، وأن ما يوجد من هذه الأزمات هو فقط في مخيلة المعارضين للنظام»، معتبراً «أن ما يقوم به بعض أعضاء الحكومة حالياً من زيارات للداخل ليس بهدف التشويش على أنشطة المعارضة، بل من أجل تفقد أوضاع السكان، والاطلاع على مشاكلهم»، حسب تعبيره.
وضمن الاحتراب الإعلامي انتقد محمد الأمين الفاظل القيادي في المعارضة أمس «دفع الرئيس بوزرائه خارج مكاتبهم فرادى وجماعات لإفشال مهرجانات المنتدى في الشرق الموريتاني، وهو ما فشلوا فيه تماما، كما فشلوا من قبل في مهامهم الوزارية الموكلة إليهم». وقال «لقد كان منظر الوزراء وهم يلهثون خلف موكب المنتدى من المناظر التي تثير الشفقة، ففي العادة فإن فرقة من الدرك أو الحرس هي من تتولى مرافقة الوفود، ولكن في هذه المرة، فقد كان الوزراء هم من يتولى مرافقة موكب المنتدى، ولو دخل موكب المنتدى «حجر ضب» لسبقهم إليه الوفد الوزاري المرافق».
وتحدث ولد الفاظل في مقاله عن نشاط المعارضة في مدن الداخل فقال «لقد خرج موكب المنتدى المعارض ليقول لأهلنا في الحوضين ولعصابة بأن البلاد تتخبط في الأزمات، وبأن النسخة العزيزية من الديمقراطية هي نسخة شكلية، وبأن الحكومة منشغلة بسفاسف الأمور».
وانتقد القيادي المعارض مشاركة كبار ضباط الجيش فيما سماه «مهرجانات التشويش على المعارضة»، فقال «لو كنا في بلد ديمقراطي لما شاهدنا ضباطاً يعبئون ويحشدون ويحضرون من بعد ذلك بزيهم الرسمي لمهرجانات حكومية أقيمت من أجل التشويش على مهرجانات للمعارضة»، مضيفا قوله «إن الذين يدفعون بعناصر من الجيش إلى مثل هذه المهرجانات السخيفة هم الذين يسيئون إلى المؤسسة العسكرية، وهم الذين ينزلونها في منازل لا تليق بها، ويجعلونها بذلك عرضة لحديث الناس».

عبدالله مولود