المعهد العربي الأوروبي: الخلافة الإسلامية" في المغرب الإسلامي تتمدد

اثنين, 03/28/2016 - 13:23

الخلافة الإسلامية" في المغرب الإسلامي تتمدد جماعات ارهابية في تونس و الجزائر تبايع "داعش ليبيا" و خلايا نائمة تعلن الولاء في موريتانيا

اعداد: علي ياحي، باحث في الجماعات المتطرفة ـ الجزائر
بعد أن شهد العالم العربي ما يعرف بـ"الربيع العربي" الذي شد انتابه الجميع و بقدر ما فرحت به شعوب المعمورة على اختلاف وضعياتها، تراجعت و صارت تنتقد هذا التحرك الشعبي في بعض الدول، ما عدا تونس بشكل اقل، بعد أن تغيرت المعطيات و أصبحت دول الربيع العربي تنتج و "تفرخ" جماعات إرهابية و إجرامية تحرق الأخضر و اليابس، و بدل السعي لتغيير الأنظمة الديكتاتورية انتقل الأمر إلى تدمير كل متحرك حتى فيما بين الشعب الواحد.
انه الإرهاب الذي بات هاجس يهدد العالم، و بغض النظر عن الداعم و المغذي، فان هذه الآفة كشفت عن أن الربيع العربي ما هو سوى الجزء الأول من مسلسل تفتيت الدول العربية و تغيير موازين القوى العالمية، بأيادي جماعات مسلحة تؤسس للطائفية و العرقية و تقضي على الأقلية و تمنح أخرى حق الظهور و تهدد دول تقول لا و تبتز بعضها لتحقيق اجندات.
هذا الإرهاب الذي لا دين و لا لون و لا حدود له، اصبح من يقوده من أمثال بن لادن سابقا، و الظواهري، و محمد الزهاوي، و عبد المالك دروكدال، و أبي عياض، غير خفي على احد من يقف وراءهم و من يدعمهم و ما المطلوب منهم.
داعش تتوسع في شمال افريقيا
كل الآراء تجمع على أن المغرب العربي يتجه إلى عهد إرهابي جديد، من قاعدة بن لادن و الظواهري و دروكدال، إلى "داعش" البغدادي، او ابنه غير الشرعي "دامس" المغاربي، الذي كثر عنه الحديث منذ إعلان التحالف الدولي الحرب على دولة الخلافة في العراق و الشام، في العراق و سوريا، و يعني من خلال أحرفه الأولى الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي، ما ينبئ بتغير جذري لخريطة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في شمال افريقيا و الساحل.
"جند الخلافة" في ارض الجزائر
و مع مرور الوقت اصبحت منطقة المغرب العربي أول جبهة داعمة لـ"داعش" و ثاني مركز قوة بعد العراق و الشام، و هو ما تؤكد من خلال اعلان جماعات إرهابية جزائرية، تونسية، و ليبية، الولاء لـ"داعش"، حيث كشفت مجموعة من العناصر المتطرفة في 12 سبتمبر 2015، عن انضمامها للدولة الإسلامية في العراق و الشام، و مبايعة أبو بكر البغدادي، بعد انشقاقها عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي يتزعمها الجزائري عبد المالك دروكدال، و أطلقت على نفسها "جند الخلافة في ارض الجزائر"، و أميرها الجزائري خالد أبو سليمان، الذي تم القضاء علية، و يجهل من خلفه، و لتأكيد ولاءها آنذاك، قامت باختطاف رعية فرنسية بوسط الجزائر، ثم قتلته بطريقة وحشية بشعة، تعرف بها عناصر تنظيم "داعش" و هي قطع الرأس، كعربون "حسن النية".

و عن ذلك يقول العسكري السابق في الجيش الجزائري، بن عمر بن جانة، ان "جند الخلافة" يبحث عن التموقع في الجزائر و يستغل اللاجئين من مختلف الجنسيات الذي يدخلون البلاد لأسباب مختلفة، لتجنيدهم ضمن صفوفه بهدف تشكيل تنظيم إرهابي متعدد الجنسيات امتدادا لـ"داعش" في المنطقة.

كتيبة عقبة بن نافع
و في تونس، أعلنت كتيبة عقبة بن نافع، التي يقودها الجزائري لقمان أبو صخر، الولاء لتنظيم "داعش"، عبر شريط فيديو بثت مقاطع منه على مواقع محسوبة على المتطرفين، و أكدته السلطات التونسية التي كشف عن تقارير أمنية أفادت بتحرك عناصر "داعشية" من تنظيم أنصار الشريعة، و كتيبة عقبة بن نافع، لإعلان إمارة بجنوب تونس تتبع "الدولة الإسلامية".
وهي إحدى المجموعات المتطرفة التابعة سابقا، لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و لها علاقات وطيدة مع تنظيم أنصار الشريعة التونسي بقيادة ابو عياض، و الليبي بزعامة محمد الزهاوي الذي قضي عليه، ما يجعل أمر مبايعة الكتيبة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق روابط مع الجماعات المتطرفة الناشطة في ليبيا.

"الخلافة الإسلامية" في المغرب الإسلامي.
إن عملية إلقاء قوات الجيش الجزائري، على احد أهم قادة كتيبة عقبة نافع، الملقب ب"صفي الدين الموريتاني" يؤكد التواجد الداعشي في تونس، والذي كان ينشط في مالي قبل أن يتسلل مع مجموعة من الإرهابيين التونسيين إلى ليبيا. مصادر أمنية جزائرية ذكرت أنه كان في طريقه إلى شمال مالي للقاء قيادات المجموعات الإرهابية في المنطقة، للتحضير للإعلان عن تنظيم جديد موالي لـ"داعش"، تحت مسمى "الخلافة الإسلامية في المغرب الإسلامي".
و توغل فكر "داعش" في المغرب العربي بشكل لافت، ليصل إلى موريتانيا المطلة على المحيط الأطلسي، حيث كشفت مصادر أمنية موريتانية أن تنظيم "داعش" الإرهابي يسعى لموطئ قدم في البلاد، موضحة أن "عناصر بالتنظيم حاولوا مؤخرا استدراج اربعة شبان موريتانيين، عبر محادثات عن طريق الانترنت"، وأضافت أن الأمن بعد التحقيق مع ثلاثة من المعنيين، تأكد حرص التنظيم على إيجاد موطئ قدم له في موريتانيا، مبرزة أن السلطات باتت متوجسة من وجود خلايا تابعة لتنظيم " داعش" على التراب الموريتاني.

ليبيا نقطة انطلاق داعش في شمال افريقيا وغربها
تصنع ليبيا الاستثناء و تبقى اكبر ملجأ للعناصر الإرهابية التابعة "للدولة الإسلامية"، بعد أن كانت الخزان الرئيسي و الممون الأساسي لمختلف الجماعات المنتشرة في سوريا مع بداية الحراك ضد نظام بشار الأسد، و في هذا شهادة احد اكبر أمراء الحرب الليبية، المدعو مهدي الحاراتي، عميد مدينة طرابلس حاليا، و الذراع الأيمن لرئيس المجلس العسكري لطرابلس سابقا 
و زعيم حزب الوطن الليبي حاليا، عبد الحكيم بلحاج، الذي التقيناه شخصيا في العاصمة التونسية بعد إنهاء حكم القذافي، و مع انطلاق الشرارة الأولى للأحداث في سوريا، و ذلك في إطار ملتقى دولي تم تنظيمه في منطقة " قمرت" الساحلية، و أجرينا معه حوارا موسعا، و الذي قال انه يقوم شخصيا بنقل العناصر من مختلف الدول المغاربية و الأوروبية الى سوريا "لإتمام ما بدأناه في ليبيا"، حسب قوله، و انه يقود هناك تنظيم تحت مسمى" لواء الأمة"، و ذلك انطلاقا من السواحل الليبية و مطاراتها التي كانت تحت سيطرة أمراء حرب 17 فبراير، مشيرا إلى أن التدريبات تتم في مختلف المعسكرات التي تم إنشاءها، قبل الانتقال إلى تركيا ثم سوريا.

الخبير الأمني الجزائري علي زاوي، قال إن الساحة الليبية تعتبر اليوم مسرحا حقيقيا للصراع بين أذرع "القاعدة" و" داعش"، وهو ما ينذر بتشكل خريطة ارهابية جديدة في المستقبل القريب.

و في ذات السياق، صنف معهد واشنطن، مدينة درنة الليبية جزء من دولة الخلافة، و قال إن التطور الأكثر أهمية بالنسبة لـ"داعش"، هو إعلان جماعة إرهابية نشأت في ليبيا باسم "مجلس شورى شباب الإسلام" لا يعرف الكثير عن قادته و عناصره، عن تأييدها لهذا التنظيم، في 22 جوان الماضي، و اشار الى ان قادة و عناصر "مجلس شورى شباب الإسلام" من العائدين من سوريا و العراق، و من تنظيم "البتار" و أنصار الشريعة
و مع تغير المعطيات في سوريا و ظهور "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق و الشام الذي أدى إلى صدامات عنيفة بين التنظيمات و الجماعات المسلحة لاختلاف التوجهات و الأفكار و الأهداف، اختلط الحابل و النابل على العناصر المغاربية التي سارع بعضهم للعودة إلى بلدانهم الأصلية، فيما لجا العديد منهم إلى ليبيا نقطة انطلاقهم، و انظموا إلى الميليشيات المسلحة و المتطرفة، و أسست أخرى تنظيم يدعى "البتار"، عناصره معروفة بهمجيتها و شراستها لخبرتها التي اكتسبتها مع تنظيم "الدولة الإسلامية "و النصرة، و لا زال "البتار" و باقي التنظيمات الإرهابية كتنظيم أنصار الشريعة يستقطب العناصر الداعشية.

الباحث علي ياحي
[email protected]