كتاب: يوميات غوانتانامو / للسجين الموريتاني محمدو ولد صلاحي (الحلقات 66-70/ جريدة الأمل الجديد)

أربعاء, 07/13/2016 - 16:25

الفصل الثالث

موريتانيا

29 سبتمبر 2001 – 28 نوفمبر 2001

زفاف وحفلة طعام... اسلم نفسي الى السلطات... اخرج من السجن... ينخ الجمل على دفعتين... ظهور الشرطة السرية في بيتي... يوم الاستقلال... رجلة جوية الى الاردن.

كان يومي مليئا بالنشاط فمن جهة كنت منهمكا في اعداد زفاف ابنة اختي المحبوبة .................. ومن جهة اخرى كنت مدعوا الى حفلة عشاءكبيرة اقامها رجل بارز في عشيرتي يدعى ....................... تعرض الرجل لسوء الحظ لحادث سير خطر وكان قد عاد من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة حيث كان يعالج فيها يتمتع ............................. باحترام وسط الناس الجنوبيين وكان العشاء مكرسا لمساعدة ما نطلق عليه كوادر الترارزة في الصباح طلبت من مديري في العمل بعض النقود لاساعد بها اختي في الزفاف. لدينا في موريتانيا عادة سيئة في تنظيم كل شيء مزاجيا وهو ارث من الحياة الريفية لا يزال كل الموريتانيين يتبعونه حتى اليوم وكان دوري في الزفاف هو نقل المدعويين الى المكان الذي يقام الزفاف فيه.

ان وقائع الزفاف في العالم الاسلامي والعالم العربي لا تختلف من بلد الى اخر فحسب بل وحتى في البلد الواحد تختلف من منطقة الى اخرى بعاداتها وطقوسها المختلفة وكان زفاف ابنة اختي وفق العادات التي تتبعها الاسر المتوسطة ذات الاعتبار في جنوب موريتانيا يقوم الشاب بمعظم المهام يتقصى المعلومات عن الزوجة المستقبلية عن طريق احد اقاربها المتحررين الذي يثق به وتقرير هذه اللجنة سينتج عنه تقييم بالمعطيات التقنية للفتاة مواصفاتها الجسدية وذكاؤها وما شابه يمكن احيانا القفز فوق هذه الخطوة اذا ما كانت تتمتع بسمعة جيدة من قبل ثم تأتي الخطوة الثانية وهي الموعد وهذا يختلف ايضا عن النموذج الامريكي حيث يعطي الشاب المعني موعدا لزوجته المستقبلية في دار اسرتها وهذا يتم عادة بوجود افراد اخرين من الأسرة والهدف من هذه المواعيد هو التعارف يمكن ان يكون الحد الفاصل بين موعد واخر شهرين أو حتى سنتين وهذا يعتمد على الشاب والفتاة. بعض الفتيات لا يرغبن في تشكيل اسرة حتى يتخرجن من المدرسة والبعض الآخر يشكلن اسرة او دعوني اقل ضغط الاسرة عليها واجبار الرجل لها يجعلانها تقبل الزواج والبدء بالحياة الاسرية.

معظم الشباب لا يكونون عادة جاهزين للزواج لذا يقومون بحجز الفتاة ومن ثم يلتفتون الى اعمالهم حتى يكسبوا شيئا من المال يؤهلهم للاقدام على الزواج.

يكون العريس عادة اكبر عمرا من العروس واحيانا اكبر بكثير ولكن يمكن في حالات قليلة ان تكون العروس اكبير من العريس واحيانا اخرى اكبر بكثير فالموريتانيون متسامحون نسبيا في قضية الفروقات العمرية.

قبل ان يطلب الشاب يد الفتاة رسميا يرسل سرا صديقا يعتمد عليه ليسأل الفتاة ان كانت ستقبل به وعندما تنتهي تلك الخطوة بالايجاب تأتي عدها الخطوة الحاسمة وهي سؤال الشاب والدة الفتاة ان كانت تقبل به زوجا لابنتها يطلب الشاب يد الفتاة فقط اذا ما كان لديهم المعرفة بانهم مقبولون واحيانا يرسل الشاب شخصا ثالثا موثوقا لتفادي احراج الرفض والدة الفتاة هي وحدها التي تعطي القرار معظم الاباء قليلا ما يتدخلون ومع ان هذه الخطوبة ليست رسمية فانها ملزمة للطرفين كل شخص يعرف حينها ان ......................... مخطوبة ل......................................

ممارسة الجنس قبل الزواج غير مسموح بها في موريتانيا ليس فقط لاسباب دينية بل لان الكثير من الرجال لا يثقون بالفتاة التي تقبل اقامة علاقة جنسية معهم ويفترضون انها ما دامت قد قبلت بممارسة الجنس معهم فستقبل بممارسة الجنس مع رجل آخر وآخر في سلسلة مغامرات جنسية لا نهاية لها. ومع ان الدين الاسلامي يعامل الذكور والاناث معاملة واحدة بهذا الخصوص فان المجتمع يميل الى قبول الجنس قبل الزواج من الرجال اكثر من قبوله للنساء يمكنكم مقارنة ذلك بمسألة الغش في الولايات المتحدة حيث يتسامح المجتمع مع الرجل الغشاش اكثر من المرأة الغشاشة لم اقابل رجلا امريكيا قط يسامح الغش ولكني التقيت الكثير من النساء الامريكيات اللواتي يسامحنه.

لا توحد حفلة او خاتم للخطوبة ولكن الخطيب الآن مؤهل لتقديم الهدايا لزوجته المستقبلية قبل الخطوبة لا تقبل سيدة الهدايا من شخص غريب.

الخطوة الأخيرة هي الزفاف الفعلي حيث يتم الاتفاق على موعد بين الطرفين كل طرف يحق له ان يأخذ الوقت الضروري له في نطاق العرف والعقل والرجل هو الذي يعلن عن المهر كاجراء ضروري التزاما بالشكليات ولكن ليس من المناسب ان تطلب اسرة الفتاة أي مبلغ من المال يترك الأمر كله للرجل وما تسمح به حالته المادية لذا فان المهور تتراوح بين مهر منخفض متواضع ومهر غال آثم وحالما يقرر الرجل ما يستطيع دفعه فان العديد من الأسر تاخذ مبلغا رمزيا قليلا وترسل بقية المال الى اسرة الرجل نصف المهر على الاقل.

تقام حفلة الزفاف تقليديا في دار اسرة العروس لكننا نجد في الفترة الأخيرة ان بعض الناس وجدوا عملا مربحا في تنظيم حفلات الزفاف في بيوت شبيهة بالنوادي تبدأ الحفلة ابتداء بعقد الزواج الذي يمكن ان يتم من قبل أي امام او شيخ معتبر لا يؤمن الموريتانيون باجراءات الحكومة الشكلية وقلما يعلن شخص عن زواجه في مؤسسة حكومية ما لم يكن لمنفعة مالية وهذا نادرا ما يحدث.

حفلة الزفاف تتقاسم بالتساوي بين اسرة العريس واسرة العروس تقليديا كان الموريتانيون يحتفلون سبعة ايام كاملة ولكن صعوبات الحياة المعاصرة اختصرت تلك الايام الى ليلة واحدة فقط يسمح فقط لاصدقاء العريس من جيله ان يحضروا الزفاف بعكس النساء اللواتي يمكن ان يكن من كل الاجيال في الحفلة لا تختلط النسوة بالرجال مباشرة ومع ذلك يمكن ان يكونوا في قاعة واحدة كل جنس يحترم البقعة المخصصة للجنس الآخر ولكن الحاضرين جميعهم يتحدثون الى بعضهم البعض ويستمتعون بالتسلية نفسها التي تجري وسط القاعة كالمشاهد الهزلية والموسيقى والشعر عندما كنت صغيرا وكان النسوة والرجال يرسلون رسائل مشفرة الى بعضهم البعض حيث كان الشخص المستهدف بالرسالة يفهمها بكل تأكيد كانت الرسائل تفتح عادة لتفتح معها موقفا مضحكا يمكن ان يحدث لاي شخص وكان ذلك محرجا بعض الشخص رجلا كان ام امرأة ان يدافع عن نفسه ويرد عليهم مستهدفا الشخص المجهول الذي ارسل رسالة لم يعد الناس يمارسون هذه التسلية المزعجة.

يقدم الطعام والمشروبات بسخاء خلال الحفلة وتنتهي الحفلة مع ما يسمى تعويز بيلاج التي ليس لها معنى حرفي انها تصف المؤامرة التي تقوم بها النسوة لاختطاف العروس وجهود الأخوة الذين يحاولون منع ذلك حيث يسمح لصديقات العروس ان يتآمرن ويختطفن العروس ويخبئنها ومهمة العريس واصدقائه هي العمل على افشال مؤامراتهن تلك واذا ما فشلوا في منع الاختطاف عندئذ يتوجب عليهم البحث عن العروس وايجادها وارسالها الى زوجها يجب ان تتعاون العروس مع صديقاتها وهي عادة تفعل ذلك والا ستوصم بكل الصفات الموبقة.

واحيانا يستغرق البحث عدة ايام حتى يجد الذكور العروس وعندما ينجح الرجال في استعادة العروس تنتهي الحفلة وتعطى العروس للعريس ويرافقهما اصدقاؤهما المقربون في مشوار طويل الى بيت العائلة الجديدة في حين يعود بقية الحاضرين الى بيوتهم.

ان زفاف ابنة اختي المحبوبة .......................... سيجري على هذا النحو تقريبا من المفترض ألا أحضر الحفلة لانني اكبر من العريس وعلى اية حال ليس لدي الوقت الكافي كانت لدي حفلة ممتعة اخرى تنتظرني عندما انهيت مهمة نقل الضيوف وقفت انا ووالدتي على ما قمت به فبدا كل شيء على ما يرام لذا يمكنهم الاستغناء عن خدماتي عندما وصلت الى الحفلة التي كانت في فيللا جميلة ................... في تفرغ زينه شعرت بدفء العشرة اللطيفة لم اعرف اغلبية الضيوف ولكني لمحت صديقي المقرب .................................................. غارقا وسط الحشد حاولت جاهدا ان اشق طريقي بين الحشد وجلست بالقرب من ............................

كان سعيدا بلقائي وقدمني الى الضيف الاكثر اهمية انسحبنا الى طرف الحفلة مع مجموعة من اصدقائه وقدمني .......................... الى احد اصدقائه الشاب .................... سأل ..................... وسألني ما اذا كان بوسعه ان يدافع عن ................................... المطلوب الآن من السلطات الأمريكية بمنحة مالية قدرها خمسة وعشرون مليون دولار أمريكي.

ماذا ستفعل من اجله؟ هل ستخفض حكمه من 500 سنة الى 400 سنة؟ سألته ساخرا.

ان الناس في الاجزاء الأخرى من العالم مثل اوروبا يجدون صعوبة في فهم العقوبات الوحشية في الولايات المتحدة ولكن موريتانيا ليس بلد قانون لذا لا نجد صعوبة في فهم ما تقلعه الحكومة ومع ذلك اذا ما طبق القانون الموريتاني فانه اكثر انسانية من القانون الأمريكي. لماذا تحكم الولايات المتحدة على انسان بثلاثمائة سنة طالما انه لن يعيش كل هذه الفترة؟ كنا نتجاوز حول هذه المواضيع ونستمتع بالطعام الوفير امامنا عندما رن هاتفي الخلوي سحبته من جيبي وخطوت جانبا كان رقم رئيس دائرة الاستخبارات الموريتانية على الشاشة.

مرحبا اجبت.

محمدو اين انت؟ لا تقلق اين انت؟ امام الباب الخارجي لمنزلي اريد اللقاء بك.

حسنا انتظرني قليلا انا في طريقي اليك.

اخذت ..................... جانبا وقلت له لقد استدعاني ..................... وأنا ذاهب لأراه.

حالما يخلي سبيلك اتصل بي.

حسنا قلت له.

كان مدير الاستخبارات ينتظرني امام بيته ولكنه لم يكن وحده كان معاونه معه ايضا وهذا ليس مؤشر خير.

السلام عليكم قلت ونزلت من سيارتي.

وعليكم السلام ستركب معي وشخص آخر سيقود سيارتك.

حسنا ركبت انا والمفتش مع مدير مكتب الاستخبارات واتجهنا نحو السجن السري المشهور.

اسمع لقد طلب اولئك الناس ان نعتقلك.

لماذا؟

لا اعرف ولكن آمل ان يطلق سراحك قريبا ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر افسدت امور جميع الناس.

لم اقل شيئا تركته هو ومعاونه يتحدثان قليلا دون ان اعرهما انتباها لقد حقق مدير الاستخبارات معي مرتين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر باسبوعين ونصف الاسبوع ولكن يبدو ان الولايات المتحدة لم تكن راضية عن ياردة كانوا يريدون ميلا في البداية ومن ثم كل مسافة الطريق السريع كما اتضح في النهاية.

وضعوني في الغرفة التي كنت زائا فيها قبل عام ونصف خرج المفتش ليعطي التعليمات الى الحراس ومن ثم اعطوني فرصة لاجراء مكالمة هاتفية سريعة مع ..............................................................

انا معتقل همست واغلقت الهاتف حتى دون انتظار الجواب عندئذ حذفت الاسماء كالها من هاتفي ليس لان لدي ارقاما ساخنة فكل ما كان لدي هو بعض الارقام لشركاء العمل في موريتانيا والمانيا بل لانني لا اريد لحكومة الولايات المتحدة أن تتحرش باولئك الاشخاص المسالمين فقط لان ارقامهم في هاتفي.

والمادة الأكثر اثارة للضحك التي حذفتها كانت متجر للكمبيوتر اعرف كم سيكون صعبا شرح هذا الأمر للمحققين الأمريكيين واعرف أنهم لن يصدقونني لقد حاولوا دائما ان يلصقوا بي اشياء ليست لي اية علاقة بها.

اعطني هاتفك الخلوي قال المفتش عندما عاد وكان ذاك الهاتف القديم المضحك من بين المقتنيات التي أخذها مع الأمريكان الى الوطن ولكنه كان خاليا من الارقام. اما بالنسبة لاعتقالي فقد كان شيئا من قبيل تعاطي المخدرات السياسية لقد طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي من الرئيس الأمريكي التدخل من اجل اعتقالي وطلب بوش بدوره من الرئيس الموريتاني الذي سيخلع عن الحكم لاحقا عمل معروف له وما ان تلقى طلب الرئيس الأمريكي حتى حرك زميله الموريتاني قوات الشرطة التابعة له لاعتقالي.

في الواقع ليست لدي أية اسئلة أوجهها اليك لانني اعرف قضيتك قال رئيس مكتب الاستخبارات الموريتاني ثم غادر هو ومعاونه وتركاني مع الحراس ومع حشد هائل من البعوض.

بعد قضاء عدة ايام في السجن جاء مدير مكتب الاستخبارات الى زنزانتي.

اسمع اولائك الناس يريدون ان يعرفوا عن................................................. وقالوا انك جزء من مؤامرة الالفية.

حسنا ................................. هم اصدقائي في المانيا اما فيما يتعلق بمؤامرة الالفية فلا علاقة لي بها.

سأعطيك قلما وورقة واكتب ما تعرفه.

بعد اسبوعين من الحجز في السجن الموريتاني جاء محققان امريكيان ............................................................ الى السجن بعد ظهر احد الايام للتحقيق معي.

قبل ان ............................................. يلتقوا بي طلبوا من الشرطة ان يقتحموا بيتي ومكتبي ويصادروا كل شيء يجدونه فيه يمكن ان يقودهم الى نشاطاتي الاجرامية اخذني فريق امني خاص الى البيت وفتشوا بيتي ووضعوا يدهم على كل شيء اعتقدوا انه قد يكون مناسبا للامريكان عندما وصل الفريق كانت زوجتي نائمة لد افزعوها لم تكن قد شاهدت الشرطة تفتش دارا من قبل انا ايضا لم تكن لدي مشكلة مع التفتيش ولكنهم ازعجوا اسرتي لم يبال جيراني كثيرا أولا لانهم يعرفونني وثانيا لانهم يعرفون ان الشرطة الموريتانية غير عادلة وفي عملية منفصلة فتش فريق آخر الشركة التي كنت اعمل فيها وتبين ان الامريكيين لم يكونوا مهتمين بالاشياء التافهة ما عدا كمبيوتري الشخصي وهاتفي الخلوي.

عندما دخلت غرفة التحقيق كان محققان امريكيان يجلسان على اريكة جلدية وكانا يبدوان غاضبين جدا لابد انهما من مكتب التحقيقات الفيدرالي لان الاشياء التي صادروها اصبحت في يد تلك الجهة في الولايات المتحدة.

مرحبا قلت مادا يدي ولكن يدي وتحيتي بقيت معلقة في الهواء.

بدا ...................... انه القائد دفع كرسيا معدنيا قديما باتجاهي.

هل ترى الصور على الجدار؟ سأل ........................................... مشيرا الى صور الرئيس و................................ يترجمها الى الالمانية.

نعم.

وعد رئيسك رئيسنا بانك ستتعاون معنا قال .................................. فكرت كم انت رخيص شخصيا لم اشتم الرئيسين فهما بالنسبة لي غير عادلين وسيئان.

آه نعم بالتأكيد سأتعاون قلت واتجهت الى الطاولة المكدسة بكافة انواع المشروبات والحلويات لاشرب شيئا ما نتر ...........................يدي وأخذ المشروبات مني بقوة قائلا:

لسنا هنا للاحتفال انا هنا لايجاد الحقيقة عنك انا لست هنا لاعتقالك.

حسنا اسألني وانا سأجيب عن اسئلتك.

وفي وسط هذا الخطاب دخل مقدم الشاي الغرفة محاولا تهدئة ضيوفه الغاضبين فقال ............................... اغرب عن وجهي كان ........................... قليل الاحترام نحو المساكين من الناس انه معتوه وعنصري والاقل احتراما للذات في العالم من جهتي تجاهلت كل الشتائم التي وجهها الي وبقيت متماسكا مع انني كنت عطشا جدا لان الجلسة استمرت طوال الليل.

قبل 11/9 اتصلت باخيك الاصغر في المانيا وقلت له ركز على دراستك ماذا قصدت بهذه الشفيرة؟

لم استخدم اية شفيرات فانا انصح اخي دائما ان يركز على دراسته.

لماذا اتصلت بشركة للاقمار الصناعية في الولايات المتحدة؟

ذلك لان اتصالنا بالشبكة العنكبوتية يتم من الولايات المتحدة وكنت بحاجة الى الدعم.

لماذا اتصلت بهذا الفندق في المانيا؟

طلب مني مديري ان احجز غرفة لاحد ابناء عمومته.

كم عدد الكمبيوترات التي تملك؟

كمبيوتري الوحيد في العمل.

تكذب لديك كمبيوتر محمول لابتوب.

هو لزوجتي السابقة.

اين تعيش زوجتك السابقة؟

مدير الاستخبارات يعرف.

جسنا دعنا نفحص هذه الكذبة اختفى .............................. لبضع دقائق طالبا من المدير ان يبحث عن بيت زوجتي السابقة ويستولي على المحمول.

ماذا لو كنت تكذب؟

انا لا اكذب.

ولكن ماذا لو تكذب؟

انا لا اكذب.

هنا هددني بكل انواع التعذيب المؤلم اذا ما تبين انني كنت اكذب.

تعرف ان لدينا بعد السود الفاعلين بامهاتهم لا يملكون شيئا من الرحمة في قلوبهم لارهابيين مثلك.

قال وعندما تقدم في حديثه تطايرت من فمه عبارات عنصرية من مثل انا نفسي اكره اليهود... لم اعلق لقد اتيتم وضربتم مبنانا عن سابق اصرار.

هذا بينكم وبين الناس الذين فعلوا ذلك ينبغي ان تحلوا مشكلتكم معهم ليس لي علاقة بذلك.

بين الفينة والفينة كان ............................. يتلقى مكالمة هاتفية وكان واضحا انها من سيدة اثناء ذلك سألني المعتوه الناطق بالالمانية مجموعة من اغبى الاسئلة.

انظر يا افندي صحيفة المانية تكتب عنكم.

عاينت مقال الصحيفة التي كانت حول وجود التطرف في المانيا.

حسنا يا ............................. تلك ليست مشكلتي باي شكل من الاشكال. وكما ترون انا في موريتانيا.

اين ........................................؟ اين نعمان؟ سأل ........................ بغضب.

انا لست في افغانستان انا في موريتانيا في السجن كيف يمكنني معرفة مكانه؟

انت تخبئه.

كدت اقول له فتش كمي قميصي ولكني ادركت ان الموقف لا يسمح بذلك.

قال ............................... انه يعرفك.

لا اعرف ................................. وهذه حقيقة ما من شيء يغيرها.

في تلك الاثناء عاد رئيس الاستخبارات ومعاونه ومنهم البتوب زوجتي السابقة.

لم يسمح لهما بالدخول الى غرفة التحقيق قرعوا الباب فخرج ................................... من الغرفة نظرت عيني وتعرفت على حقيبة اللابتوب كنت سعيدا بانهم وجدوا السر العظيم.

ماذا لو قلت لك انهم لم يجدوا اللابتوب قال ....................... محاولا ان يبدو اذكى مما هو عليه.

كل ما استطيع قول لكم هو انني لا امتلك لابتوب قلت معطيا اياه الفرصة ليتعقد انني لم المح الحقيبة بعدها لم يسألني أي سؤال آخر عن اللابتوب.

لقد نسخوا كل ما كان على القرص الصلب وأخذوه الى البيت ليحملقوا فيه على مدى اربع سنوات بحثا عن ثورة غير موجودة بالاساس يا لسوء حظهم.

لقد غزونا افغانستان ونقتل الجميع هل تعتقد ذلك امرا جيدا؟ سأل .........................

انتم ادرى بما تفعلون.

هل تعرف هواري؟

كلا

قال الكنديون انهم رأوه معك اما انا اكذب او انهم كذبوا علي... او انك تكذب.

انا لا اعرفه ولكن في الجامع وفي المقهى الذي تحته كنت اختلط دائما مع اناس لا اعرفهم.

باعتقادك لماذا اخترناك من بين مليوني موريتاني؟

لا اعرف ذلك ولكن ما اعرفه جيدا هو اني لم افعل شيئا ضدكم.

اكتب اسمك بالعربية.

كتبت اسمي ولسبب ما كان يلتقط الصور لي اثناء جلسة التحقيق لقد وصلت الامور معها حقا الى درجة من التشويش لم يعد فيها يميزني عن الجحيم.

لماذا اتصلت بالامارات العربية المتحدة؟

لم اتصل.

اذا تعتقد انني اكذب عليك.

كلا ولكني لا اتذكر انني اتصلت بالامارات العربية المتحدة.

يبدو انه كان يكذب لربما دون قصد فانا لم اتصل بالامارات ولكني تلقيت مكالمة هاتفية من صديقة لي ...................................... حاولت كل جهدها لتصالح بيني وبين زوجتي السابقة لم استطع ان اتذكر هذا خلال الجلسة كنت حانقا جدا ولكن عندما اطلق سراحي ساعدتني اسرتي على التذكر لذا ذهبت الى الشرطة وشرحت لهم حقيقة المكالمة ومكالمة اخرى اجراها ............................................................................... مع فرنسا ليتصل بمزوده بدوائه في باريس في الحياة الواقعية اذا ما اعطيت هاتفي الى شخص اثق به فانني لا اسأله عن تفاصيل مكالمته ولكن اذا ما اعتقلت يطلب منك ان تبسط حياتك كلها وعبارات مثل لا اتذكر لا تفيد.

اثناء الجلسة أطلق ........................ علي ولعى اسرتي كل انواع الاسماء ومنعني من تناول المشروبات التي دفع ثمنها ابناء بلدي هذه كانت ضريبتنا لقاء الراحة التي حققناها للضيوف الامريكيين وفي نهاية الجلسة تقريبا حيث كنت على وشك الجفاف ضربني .......................... بعبوة ماء سعتها ليتر ونصف وغادر الغرفة لم اشعر بالم جراء الضربة التي كادت تكسر انفي بسبب الراحة النفسية التي حققتها لي مغادرة ................................. لم يكتب ........................................................................................ أي شيء الامر الذي صعقني لان المحققين يريدون دائما ان يكتبوا ولكني اعتقد انهم سجلوا الجلسة حاول ...................................... اقصى جهده ان يكرر الشتائم التي صبها علي .............................. بسخاء اعتقد ان ........................................... كان بلا قيمة للسيد .................................... لقد جلبه معه فقط كمترجم.

غادر الامريكان ............................................ وفي اليوم التالي اطلق الموريتانيون سراحي دون توجيه اية تهم وعلاوة على ذلك ذهب مدير الاستخبارات الى المركز الاعلامي وادلى بتصريح لهم حول براءتي من كافة التهم قد لي رئيس مدير مكتب الاستخبارات المدير العام لقوى الشرطة الوطنية قرضا في حال واجهتني اية مشاكل للعودة الى عملي وفي الوقت نفسه اتصل مدير الاستخبارات برئيس شركتي ومكديرها العام ليؤكد لهم براءتي وضرورة اعادتي الى عملي.

لا نشك به ولو لثانية واحدة نرحب به في أي وقت هذا كان جواب مديري السابق ومع ذلك امرت الولايات المتحدة الحكومة في بلدي ان تضعني تحت القامة الجبرية ظلما وبهتانا وسوء استعمال للسلطة لم اكن قلقا بخصوص الحصول على عمل بعد شجني لان الموريتانيين كانوا قد سئموا اعتقال الامريكيين للابرياء حول العالم والصاق التهم بهم في الحقيقة حصلت على فرص عمل اكثر من أي وقت آخر في حياتي قلقي الوحيد على اختي ....................................... التي كانت تعاني الكآبة والقلق اما اسرتي فكانت سعيدة بعودتي وهذا كان حال اصدقائي واقاربي الذين جاؤوا ليهنئوني بخروجي ولكن الجمل ينخ على دفعتين كما يقال.

تقول الحكاية ركب احد ابناء المدينة جملا مع بدوي جلس البدوي اما حدبة الجمل وابن المدينة خلفها حتى يتمكن من تثبيت نفسه بالامساك بالبدوي وعندما وصلوا البيت احنى الجمل رجليه الامايتين لينخ فاختل توازن البدوي وسقط على الارض لم يتماكل ابن المدينة نفسه من الضحك على البدوي نظر البدوي الى صديقه وقال مازال الوقت باكرا على ضحكك وبالفعل عندما احنى الجمل رجليه الخلفيتين ليبرك بشكل نهائي سقط ابن المدينة ارضا على وجهه.

وبقدر ما اتذكر لم اقع يوما عن الجمل ولكن كلما استأنفت حياتي تبدأ الحكومة في الولايات المتحدة بالتآمر مع الحكومة الموريتانية لخطفي.

كانت الساعة حوالي الرابعة مساء عندما عدت من العمل بعد شهر من آخر خروجي من السجن كان يوما طويلا وحارا ورطبا وحسب التقويم الاسلامي كان يوم الرابع من شهر رمضان لذا كان الجميع صائمين في الاسرة ما عدا الاطفال.

كان يوم عمل مميزا ارسلني مديري في مهمة لتقييم مشروع كبير نسبيا لشركتنا الصغيرة طلب منا ان نقدم تقريرا لتمديد شبكة الهواتف والكمبيوترات في القصر الرئاسي كنت قد حددت موعدا ذاك الصباح مع منسق المشروع والانتظار خارج مكتبه اخذ مني نصف نهار هناك امران يشترك بهما كل الموظفين الحكوميين انهم لا يحترمون المواعيد ولا يبدأون العمل ابدا في موعده.

خلال رمضان يحتفل معظم الناس في الليل وينامون في النهار لم احتفل الليلة الماضية ولكني سهرت طويلا لسبب آخر هو انني تشاجرت مشاجرة عائلية صغيرة مع زوجتي الحبيبة اكره المشاجرات لهذا كنت محبطا ولم استطع النوم طوال الليل ومع انني كنت نعسا جدا الا انني حاولت الالتزام بموعدي في المكان المحدد ليس بالضبط تماما ولكن سبقت المنسق بساعات كان المكتب مغلقا ولم يكن هناك كرسي شاغر في الرواق لذا اضطرت ان اجلس القرفصاء على الارض وظهري الى الحائط دب النعاس بي جفوني حتى انني غفوت عدة مرات.

ظهر .......................... حوالي الظهر واخذني الى القصر الرئاسي اعتقدت ان ستكون هناك الكثير من الاجراءات الشكلية وخصوصا لمشتبه بالارهاب مثلي ولكن لم يحصل شيء من هذا القبيل يجب ان تعطي اسمك قبل الزيارة بيوم وعندما ابرزت بطاقتي الشخصية للحراس راحوا يدققون في جدول الزوار حيث ظهر اسمي مع تصريح مناسب صدمت ولكن الأمريكيين وحدهم يضعونني على لائحة المشتبه بهم بالارهاب ولا يوجد بلد آخر غير بلدهم يفعل ذلك والمفارقة هي انني لم ازر الولايات المتحدة قط وكل البلدان الأخرى التي زرتها تقول الرجل على ما يرام.

وما ان دخلت حرم القصر حيث شعرت كما لو انني في بلد آخر كانت هناك حديثة داخل القصر فيها شتى انواع الزهور وكانت النوافير تشكل رذاذا خفيفا وكان الطقس معتدلا وجميلا دخلنا مباشرة في صلب النقاش حول العمل ودخلت العديد من الغرف في عدة طوابق واخذت بعض المقاييس ولكنهم اوقفونا عن مهمتنا ونصحونا بان نغادر لأن هناك زيارة رسمية استطعنا البقاء داخل المبنى استغللت الوقت وذهبت لالقي نظرة على الهاتف المركزي للقصر لمعرفة البنية التحتية له كان ...................................... ودودا كمعظم الناس من عطار كان قد اختير امينا للقصر كان الرئيس يثق به وبالناس المحيطين به كثيرا شعرت بالاحباط لان المشروع بمجمله كان بحاجة الى عمل اكثر كما هو موصوف على الورق لهذا كنت بحاجة الى المساعدة المهنية لم ارغب في اثارة الفوضى في القصر الرئاسي لذا فضلت الانسحاب من العمل على ابدأ ببيعهم اجهزة عالية التقنية من صناعة تمبكتو.

ارانا ............................... الاشياء التي كنا بحاجة لالقاء نظرة عليها ومن ثم اختفى ليتفرغ لضيوفه كان الوقت متأخرا لاذ طلب منسق المشروع موعدا آخر لاخذ القياسات الضرورية ومن ثم تقدير البنية التحتية المطلوبة غادرنا انا و.......................................... بنية ان نعود غدا وننهي العمل وفي الوقت الذي غادرنا فيه البوابة كان تعبي قد تضاعف وشعرت بالارهاق كما خرج من الجحيم اتصلت بمديري واوجزت ما حدث ثم ذهبت الى المكتب وشرحت لزملائي ايضا ما حدث.

وفي طريقي الى البيت اتصل ..................................................... بي ليؤكد بأن اكون على العشاء في بيته. ........................................ هو ............................................................................................................................................ بالاضافة الى هذا فان ....................... صديق قديم للاسرة عرفته وتذكرت اني لعبت الورق معه عندما كنت صغيرا كان ........................ يعد اليوم عشاء كبيرا لاصدقائه بمن فيهم انا واخي الذي كان في اجازة معنا قادما من المانيا عندما اتصل ......................................... كانت سيارتي قد تعطلت كرهت عطل سيارتي القديمة التي في عمر جدي.

هل تريد ان آتي اليك؟ سألني.

كلا استطيع ان اجد كراجا قريبا مني انا متأكد انهم سيساعدونني.

لا تنس حفلة عشائنا وذكر .................................................. بالمجيء قال هو..

...... يتواصل

نقلا عن يومية الامل الجديد