المجاهد الشيخ عابدين ابن الشيخ سيد أحمد الكنتي :رجل الحرب والعلم

أحد, 11/13/2016 - 11:54

نبذة عن حياة الشيخ عابدين بن الشيخ سيد محمد الكنتي بن الشيخ سيد محمد الخليفة بن الشيخ سيد المختار الكنتي ودفاعه عن دار الإسلام حسب النصوص الفرنسية من تقارير سلطات الاحتلال.
مما جمعت ريتا عواد بادوال في بحثها في السياسة في تاريخ الطوارق مع اليسير من تبيان المفاهيم والمقاصد.

لقد دخلت قوات الاستعمار الفرنسي بلاد السودان التي صارت فيما بعد دولة مالي،وتمركزت في منعطف نهر النيجر بادرت في احتلال تومبوكتو في بحر شهر ديسمبر، وأوائل يناير 1894م. فجهزت لتلك المهمة جيشا جرارا يقوده ضابط برتبة كولونيل اسمه بونيي (Bonnier)  فكانت وقعت تاكوباو (Tacobao) التي هزم فيها الفرنسيون هزيمة لم يسبق لها مثيلا. مات الكثير من جنودهم واغتنم المقاومون ما كان بحوزتهم من السلاح والعتاد.
غم الأمر القيادة الفرنسية لما وصلهم الخبر واشتد قلقهم لما علموا أن الكتائب التي تصدت لجيشهم تتألف من :
كل انتصر و إولمدم وتنݤرݤيف بكثرة ٬ إݤاودارن و طوارق آدغاغ وآهاݤار الأبعد منازلا في الشمال٬ كنتة و لبرابيش
وسبب قلقهم أن الأخبار التي حصلوا عليها من قبل تستبعد أن تجتمع هذه العشائر من طوارق وعرب وكنتة على اقامة فرض الصلاة أما أن يقاتلوا معا فهذا ما لم يكون في الحسبان.ثم جاءت مصلحة المعلومات بما يؤكد بأن حلف كتائب أهل البدو نشأ نتيجة جهود داعية إلى الجهاد يدعى عابدين وأنه هو الاستراتيجي المخطط للمعركة.
من هذا الرجل؟
لوائح المخابرات تجهله لم يكن قد سجل له دور يذكر في أي ميدان من ميادين الحياة السياسية أو الاجتماعية في المنطقة (منطقة تومبوكتو) إضافة إلى ذلك لم تكن السلطات العسكرية لها كبير اطلاع على العلاقات التي تربط مكونات المجتمع البدوي في إقليم أزواد، وباختصار فالشوكة فيه تمثلها قبائل الطوارق بلا منازع فيهم العدد والعدة وهم المهيمنين على الصحراء.
أما السلطة الدينية فالمرجعية فيها راسخة في كنتة خصوصا في أسرة اَل الشيخ سيد المختار رعوها بالمدارس التي يقصدها شتى أبناء القبائل في أزواد وشنقيط ومناطق أخرى للعلم والعبادة وتدبير أمور دنياهم ودينهم وتسيير شؤون العامة والخاصة وتزكية نفوسهم وتربيتها على التسامح والتضامن الاجتماعي.
وتهيمن الطريقة القادرية المختارية السمحة على العقول بأسلوبها السلس المتميز.
وكان علمها البارز الشيخ سيد المختار قد مضى حياته في اصلاح ذات البين في الناس داعيا إلى إحياء السنة والانفتاح على الاًخرين.
من مساعيه الحميدة الصلح الذي أبرمه بين الرماة وكل تادكمت عام 1771م (أنظر حوليات تمبكتو).
وكان ابنه وخليفته مثله وقد حمى الرحالة لنك (Laing) طول مقامه  في تمبكتو عام 1826 وحفيده الشيخ سيد أحمد البكاي أسوة بوالده أكرم وحمى الحالة بارث لما نزل عنده في تمبكتو.
وكان الشيخ سيد أحمد البكاي يطمح إلى إنشاء سلطة مركزية عاصمتها تبمكتو تخضع إلى قيادته.
ظهر ذلك جليا لما بدأت كنتة تتسلح في النصف الأخير من القرن 19 ودخلت في حرب مع كل انتسردام عشر سنين أضعف قواها بحيث أنه لم توجد لها كتيبة مستقلة تكافح الاحتلال.
كانوا فقط عوناً للكتائب من الطوارق ولكنه عون جزيل القيمة.
هؤلاء بالإضافة إلى عمه الشيخ  سيد المختار الصغير،بادي هم زعماء كنتة أئمة الاسلام السمح الصحيح
أما عابدين تضيف القوات الفرنسية فهو لغز صعب الحل كيف يقوم انسان ما بالسعي في أمر لا يتوخى منه منافع دنيوية لا سيما إذا كان زعيماً فائق القدرة على الإقناع وفنيا لا مثيل له في تدبير شؤون الحرب؟
إن لم يكن يسعى لإمارة مثل عمه الشيخ سيد أحمد البكاي الشبيه له في بعض تصرفاته فما هو إذن إلا صعلوك يكره الاَخرين ويعيش بالنهب أما عابدين فهو داعية للجهاد. ليس له جيش لكن أين يوجد استعداد للجهاد فهو في خدمته. وهو العبقري والبطل الموقر وكذلك أولاده واصلوا الجهاد حتى بعد وفاته.
التعريف بالشيخ عابدين
ولد في نواحي تومبكتو عام 1848م في قرية موسى بانݤو قرب تومبكتو وهو ثاني البكر وأمه فاطم بنت حمادي ولد سيد أحمد البكاي ولد الشيخ سيد المختار و أمها العالية بنت هنون ولد بسيف.
ولما بلغ سن الدراسة التحق بالمحاضر المعتبرة في أزواد بدءا بمحضرة اسرته الساطعة الشعاع خرج منها بامتياز في العلوم الشرعية كأصول الدين والنصوص وغير ذلك من العلوم على يد أساتذة ينتمون إلى المدرسة المختارية التي تفتح العقل بالعلوم والثقافة ليكون الإنسان عمله خالصا لله معينا للناس على كسب خير الدنيا والآخرة.
هذا ما تربى عليه طالب العلم عابدين وقد لوحظ أنه في صغره أنه من الذين يؤلفون ويألفون، بعد انتهاء دراسته رجع إلى مقر اسرته فلم يجد عندها ما يغذي ذهنه في مأمورية تسند إليه.
كان سميه وابن عمه عابدين بن الشيخ سيد أحمد البكاي أعز منه لأن أباه كان هو الخليفة. فاختلفا ومن قبل نفس الشيء وقع بأبيه الشيخ سيد امحمد مع اخوته فرحل إلى صحراء الساقية الحمراء. داعيا إلى إحياء السنة آمرا بالمعروف محاربا للطغاة والظلمة رافعا عليهم السيف.
وقد اعانه على ذالك جمع من القبائل من  مغاربة وشناقطة حتى مات غيلة سنة 1865 وهو يقاتل بغاة اعتدوا على أسرة من الشرفاء فقتلوا رجالها وسلبوا نسائها حليهم واغتنموا مواشيهم.    
ولما فكر الشيخ عابدين في حاله وفي الدور الذي يناسب طموحه إلى الأفضل أيقن بأن الحالة لا تدعو للبقاء في العشيرة. لقد توفي الشيخ سيد أحمد البكاي هو الآخر في سنة 1865م وآلت السلطة إلى أبناء عمومته وهما حماد في بحر عام 1867م ثم علوا ت خلال عام 1874م.
هؤلاء وأنجالهم لم يجد فيهم عابدين ما يريد ولم يجربوه لسداد أي أمر  فمن المعلوم أنه وقع نزاع بعد وفاة الشيخ سيد أحمد البكاي فانقسموا.
الهجرة إلى مجتمع الطوارق
من المسلم به منذ عهد بعيد عند الطوارق أن الخبرات في الشئون الدينية وحل المشاكل إذا أوشكت النزاعات القبلية أن تصل إلى اللجوء إلى السلاح لحسمها تطلب كنتة.
لقد استعدوا لذلك وأحاطوا علما بالأسباب المؤدية إلى النزاعات ودرسوا العقليات السائدة في تلك المنطقة فحازوا بذلك ثقة العشائر والقدرة على اسعافهم عند الحاجة.
تيمم الشيخ عابدين هذا المجتمع مجتمع الطوارق مصحوبا بعلمه وعلو نفسه فقوبل بما تطمئن به النفس وينعش العقل. فلم يلبث أن تزوج بنتا من آل كجام اسمها حنة أنجبت له ابنه علي وأسندت إليه كل أهݤار سلطة القضاء مدة مقامه فيهم. لكن مزية الإصلاح بين الناس استمالته وكان يصلح لها بما من الله به عليه من رحابة صدر ومعرفة بكنه مزية الإصلاح بين الناس استمالته وكان يصلح لها بما من الله به عليه من رحابة صدر ومعرفة بتداخل مصالح الناس.
تقول تقارير سلطات الاحتلال أن قبائل أزواد والتي بجواره تلقوه بكامل القبول. فصار بينهم المصلح الملهم المناسب بخبرته بمشاكلهم ودوام جولانه بين بطونهم. فكان له الحظ الأوفر في إطفاء الكثير من شرارات الصراعات الدامية بالتفاوض المباشر.
ففي عام 1880 تقول المصادر أنه نجح في تسوية الخلاف بين كنته و الطوارق الذين كانوا في حرب منذ 1870م وفي عام 1893م كان الطوارق والعرب اشعامبة في حرب دامية فدعاهم عابدين للصلح قائلا لهم في الخطاب الذي وجهه إليهم « عندي الوسائل الكفيلة بإحراز السلام بين اشعامبة والطوارق إن شاء الله وأرغب في أن يصطلح المسلمون بحضرتي. فكروا جيدا فإذا ظهر لكم أنه يمكن لنا أن نحاول ذلك فيجب على أعل الحل والعقد فيكم الذين السلطة النافذة المطاعة في كل حين القادرين على تنفيذ القرارات يجب عليهم أن يحضروا ليساعدوا على ما سيتفق عليه بنصائحهم » كان ذلك يوم 17 يوليو 1893 ميلادية أرشيف الجزائر.
أيضا في عام 1900م وقع نزاع بين منافسين هما محمد أغ أرزيك وعنتر أغ آملال على منصب الامينو كال L´aménocal أي رئيس قبيلة كل أهݤار فاستطاع الشيخ عابدين أن ينجح في تنصيب الاثنين رؤساء مشتركين في الحكم كما كان يقع في روما وقد وقع مثل ذلك في الإتحاد السفيتي.
الشيء الذي لم يكن بالسهل ولا الهين لولى عبقرية هذا الرجل والمكانة التي حظى بها آل الشيخ سيد المختار من الشيخ سيد المختار و الشيخ سيد محمد و الشيخ سيد المختار الصغير باد و الشيخ سيد احمد البكاي.كانت حنكة هؤلاء في موفقة ومرغوب تدخلهم لحل شتى النزاعات الداخلية والخارجية ومطلوب توجيههم في بعض الشؤون السياسية عند الطوارق. فالمصادر الفرنسية من قوات الاحتلال تؤكد ذلك.
وخلال مقامه في قبائل الطوارق تقول نبس المصادر أنه حج مرتين وأنه كان صاحب كرامات أثرت على عقول الجماهير التي صارت تعتبره من أولياء الله المقربين وهناك ذكر لمروره بالزاوية السنوسيه في ليبيا.
دوره في المقاومة
قاوم أهل البدو من طوارق وعرب وكنتة الاحتلال الفرنسي لمنطقة منعطف مجرى نهر النيجر 1894 إلى 1902.
فكان دور الشيخ عابدين في تلك المقاومة دور المؤمن المصلح والبطل المجاهد الذي لا لعرف الكلل والمصلح والبطل المجاهد الذي لا لعرف الكلل والذكي الملهم.
بدأ الاحتلال الفرنسي ينحدر بقواه من الجزائر ويتقدم نحو الجنوب. فلما بلغت جيوشه تخوم معاقل طوارق كل أهݤار قام فيهم الشيخ عابدين داعيا إلى التجنيد محرضا على الجهاد والدفاع عن الدين والنفس والمال حتى النصر إما بجلاء الفرنسيين مدحورين عن البلاد أو يدخلوا الإسلام فوجد فيهم الاستعداد للجهاد. كان ذلك أوائل سنة 1890م.
وفي سنة 1894 تحول الشيخ عابدين إلى الجبهة الجنوبية داعية إلى الجهاد فاستطاع جمع الناس حتى صاروا على قلب رجل واحد فوقعت المعجزة،هزم الفرنسيون اشنع هزيمة في معركة تاكوباو أوائل يناير 1894م فثبت ذلك النصر حلفهم وتيقنوا أن العدو أضعف مما كانوا يظنون ويتوقعون ويحلمون.
وارتفعت معنوياتهم بما غنموا من السلاح والذخيرة وقرروا الثبوت حتى النصر الكامل لأن هزيمة تاكوباو لم تحسم المعركة كليا،لكنها ساعدت في تقوية اللحمة بين العشائر المقاتلة.
وفي 29 مارس 1896 قام الاحلاف بغارة على تومبوكتو فتعرضت لهم كتيبة بقيادة الضابط لابرين Perine La شرقي تومبكتو فمنعتهم من الوصول إليها فظن العساكر الذين داخل الثكنات أن الاحتلال قد بلغ غايته بتوطيد السلم.
لكن في سنة 1897 انقضت كتائب من كل انتصر وإولمدن وكل آهكار ولبرابيش وكنتة على كتيبة من الفرنسيين كانت تجوب نهر النيجر أسفل تومبوكتو فقتلت ضابطين فرنسيين وضربت الحصار على تومبكتو في شهر يولي 1897 مدة يومين. فاغتنم الشيخ عابدين تلك الفرصة فبعث رسالة إلى رئس الحامية يدعوهم فيها إلى الإسلام لأن فضيلة الإسلام تآخي بينهم إن هم أسلموا وآمنوا وهذا ينفي كونه عنصري يكره الآخرين...
فاعتبر القائد الفرنسي أنه تحداهم وأنه ينتهج نهج الدعاة المتشددين الذين شعارهم "أسلم أو مت" فأصابهم الذعر وشق عليهم الأمر وتذكروا ما أصابهم من الخسائر في وقعة تاكوباو وأخلصوا إلى نتيجة مفادها أن الشيخ عابدين بنفوذه القوي يهدد طريقتهم السلمية في احتلال البلاد.
فقاموا بحملة مركزة تناولت الشيخ عابدين بالتبخيس وتدنيس شخصيته بأن جهاده المزعوم ليس إلا وسيلة لأكل أموال المسلمين بالباطل وإحالة المسلمين من الحرية إلى الرق وأنه ليس من كنتة وأنه فقط ولد فيهم وليس له مشروع. ثم انكبت على تغيير ما تزعم أنها استراتيجية سلم بسياسة الترغيب والترهيب فاستهدفت النفوس التي تميل إلى السلم شرط احترام شعائرهم الدينية والعرفية وطفقوا يجندون من يدخل في حلفهم من الأفراد والعشائر لأنها رسخت في عقول الناس أنها تحارب من أجل السلام ومساعدة الناس في أمور دينهم ودنياهم وأن الشيخ عابدين وأتباعه ما هم إلا شتيت من المطرودين من عشائرهم فصاروا لصوصا.
وتابع الشيخ عابدين طريقه الجهاد رافضا الدخول في حزب الفرنسيين وحكم على عشيرته بالخيانة لما استسلموا لكن المقاومة أصابها الوهن خلال السنتين الأخيرتين من القرن 19م ،فخلال سنة 1898 انفصل بعض من قوات المقاومة بذريعة أنهم انتصروا باعتراف المستعمر لهم أنهم أحرار في القيام بشعائرهم دينهم وانضموا إلى حلف الاحتلال. ومات كثير من الزعماء المجاهدين وأعظمهم خسارة على المقاومة رئيس إولمدن الذي كان ميله إلى الثبات في الجهاد.
واشتد القمع يتتبع المجاهدين والنكال بهم في معاقلهم على يد أتباع الاحتلال من ذويهم. فصاروا يستسلمون بكثرة ومع طلوع القرن العشرين لفزت المقاومة أنفاسها الأخيرة في الجنوب.
وشمالا تمركزت القوات الفرنسية في أهݤار منحدرة من الجزائر.
ولم تجد كنتة بدا من الدخول في حلف المستعمر فصار الشيخ عابدين الفرع الوحيد من قبيلته هو وبنوه الثابتين في المقاومة.
فلما ضاق الحال عليه في الجنوب حوالي تومبكتو رحل إلى الشمال فوجد ابن عمه باي يخدم الطوارق للدخول في حلف النصارى وقد انقاد له أحد زعمائهم المرموقين موسى أغ أمشتان.
ذلك أن المستعمر انتبه لنفوذ آل الشيخ سيد المختار ومكانتهم الروحية في الإقليم عند الطوارق فاستقطبوهم لخدمة سياستهم في ذلك المجتمع وسلحوا كنتة ضد من بقى من الطوارق في المقاومة مثل إولمدن الذين توفي رئيسهم ماددو في حين تأهبه للوقوف دون احتلال أرضه بالقوة عام 1899م. دخلت كنتة في حلف الاحتلال فصار الشيخ عابدين يغزوهم بسريات تنبههم بضربات موجعة أنه لم يزل قويا وأنه عنده بينهم وبين المستعمر فكانوا يتأذون كثيرا مما يصيبهم من نهب على لسان زعمائهم الشرعيين حماد وعلوات. ثم أنه أفسد العلاقات التي كانت تربطهم مع إولمدن فلم يجدوا بدا من قتالهم وتقول المصادر الفرنسية أن كنتة طلبوا منه التخفيف من معاناتهم فقبل رفع الضر عنهم.
وفي عام 1902 ازدادت القوات الفرنسية تكثفا في واحات (اطوات-تيدكلت) وأرض آهݤار فهاجر الشيخ عابدن إلى جنوب المغرب. فتمركز بين تافلالت وواد درعا. من ذلك الموقع واصل الكفاح فشارك في انتفاضة طوارق إولمدن الأخيرة ضد تقدم الاحتلال في أراضيهم لمحاولة توقيفه.
وذلك آخر مركز للمقاومة فقبائل إدؤمنيا وأولاد جرير وايت خباش واعريب وأيت أسه واركيبات الذين حالفهم عابدين فضلوا متابعة المقاومة وبقى عابدين فيهم على صلة بطوارق تابتوف وحاول الالتحاق بحركة العير ضد الفرنسيين سنة 1916م تكون هنالك تحت قيادة الشيخ عابدين فرع من كنتة عليه إسم كنتة الساحل.
ولم يقتصر هذا الفرع من كنتة على الكفاح في أرض أزواد بل شارك أيضا أولاد عابدين في وقائع من الكفاح في قطر موريتانيا.
شارك ابنه الكبير في معركة ميجك وشارك ابنه شياخ في معركة أم التونس 1932م قرب نواكشوط. والغارات التي شارك فيها عابدين كثيرة فمن يرغب في تعدادها فعليه بكتاب أتيليو ݤوديل gaudille Atilio .
كانت وفاته رحمه الله قرب واد درا 1927م رحمه الله تعالى. كان منارة في عزة النفس فضل العيش مع القبائل البدوية والتحالف معهم بدل الوقوف أمام أبواب الملوك والعيش في المدن فقلت شهرته إلا عند الباحثين الذين في تحاليلهم يقولون أنه لا مثيل له في قوة الإيمان والشجاعة والمعرفة والحيوية لم يترك بطنا من سكان الصحراء إلا قام فيه داعيا إلى الجهاد فقناعته أن النصارى عليهم أن يخرجوا من البلاد أو يعتنقوا الإسلام. لم يكن قائدا لكن صاحب الرأي الملهم والبطل الباسل والروح الطيبة.
يقول بول مارتي أن الشيخ عابدين التقى بالشيخ محمد المهدي السنوسي في طريق عودته من الحج.
وقال عنه العقيد كلود الموت وحده هو الذي سينقذنا من عابدين.
أحمد ولد الشيخ ولد جدو
      سفير سابق
     14\08\2014