استبدال أوراق العملة: نقمة على الأوقية.. نعمة لسدنة الأوراق النقدية

ثلاثاء, 12/16/2014 - 14:06

رغم تشبث المرويتانيين بعملتهم الوطنية الأوقية فإن أشكال هذه الأخيرة وقيمتها ظلت متغيرة بوتائر مذهلة، فسعر صرفها تأرجح كثيرا ومستمر في التأرجح، وأشكالها الهندسية وأحجامها متغيرة بوتيرة تبعث على الصداع، وتسهل مأمورية المزورين، فهي تتبدل بصورة جزافية على إيقاع أمزجة محافظي البنك المركزي الموريتاني الذين يمثل استبدال الأوراق النقدية بالنسبة لهم عملية مدرة للدخل.

خلال مسار الأوقية تغيرت أورقها 17 مرة وانتقلت عمليات طباعتها بين الجزائر وألمانيا ثم إلي دول أخرى، وخلال المسار تبخرت القطع المعدنية والتهمتها الصناعة التقليدية في موريتانيا والسينغال ودول أخرى، وانتقل "الخمس" مبكرا إلي جوار ربه رغم رداءة معدنه.. ثم فتح حساب غامض للأوراق المتهالكة لكي تعدم ويتم استبدالها بأخرى جديدة وأصبحت الأوراق تعاد إلي هذا الحساب وتظل حية ترزق رغم خروج أوراق بديلة وهذه "معجزة" أخرى من معجزات تسيير الأوقية الكثيرة، ولو كانت الأوقية تتكلم لأفصحت عن أشياء أدهي وأمر، فحبها قاتل وفقدها مخيف ومسارها ملحمي وغامض.
لا يتسع المقام هنا لاستعراض معاناة الأوقية ومعاناة الناس معها وفي طلبها ولكن يحق للرأي العام الوطني في بلد ديمقراطي يجنح لمحاربة الفساد أن يعرف لما ذا تستبدل بعض الأوراق النقدية لتحل محل أخرى ما زالت في أوج نضارتها وتتعايش معها؟ وكيف يتم ذلك؟ وما ذا وراء الأكمة؟ ومتي تطبع أوراق قابلة للاستمرار لـ 10 سنوات أو 20 سنة؟ لما ذا لا يفتح تحقيق وتتم مساءلة؟ أليس الموضوع "سائلا" لدرجة تسترعي الانتباه وتسيل لعاب الاطلاع على كل تفاصيل دورة حياة الأوقية؟  

 نقلا عن صفحة الزميل:       ‏عبد الله محمدو‏  على الفيسبوك