الحوار...!!

اثنين, 03/02/2015 - 11:58
صورة تخدم الموضوع

لقد ارتفعت نسبة استخدام هذه الكلمة في الأسابيع الأخيرة في أحاديث الموريتانيين اليومية بشكل غير معهود.

فلا أحد إلا ويتفوه بها أكثر من مرة في اليوم ولا حديث بين اثنين إلا وهي موضوعه الأول ولا تحية بين ملتقيين أو متهاتفين إلا والحوار يليها مباشرة ودون مقدمات.

الحوار... كان النظام أو مبادر بالدعوة إليه على غير عادته، وأصبحت المعارضة المتوجس منه على خلال مبادئها وما يمليه عليها ميزان القوة الحقيقي.

الحوار... حقق به النظام حتى الآن مكسبا كبيرا جدا: لفت الأنظار عن جميع الأزمات التي تتربص به الدوائر وبالبلاد معه، وحشرت المعارضة نفسها بسببه في زاوية بالماسك افتراضيا بزمام المبادرة.

الحوار... يقال إن النظام يريد من ورائه ضمان استمراريته بمباركة المعارضة، وإن المعارضة تحلم من خلاله إلي الإطاحة بالنظام مستعينة بأدوات النظام.

الحوار... أريد أن أصارحكم.. أنا كمواطن عادي لم أتأكد حتي الآن من صدقية ما يقال عن الحوار أو كذبه، لذا فأنا متردد حقيقة في الآمال التي أعقدها عليه، صراحة لم أستطع التفريق بين ما يبرره وما لا يبرره.. وما سيكون وما لن يكون.. وما ينتظر منه وما لا ينتظر.

لهذه الأسباب ولأسباب كثيرة أخرى أصارحكم بأن اهتمامي كمواطن عادي منصرف إلي أمر آخر: أي عقدة عقدها النظام والمعارضة معا لمواجهة الجفاف الماحق الذي  بدأت تأثيراته تظهر في مواطن المواطنين العاديين.

مواطن من الأعماق