الشيوخ .. ما مصير الحجر بعد انهاء مهمة البشر..!!!

اثنين, 06/19/2017 - 13:30

ترمز بناية الشيوخ الحالية لميلاد الدولة الموريتانية ، فقد أصبحت مع الزمن من أهم رموزها وتراثها واحتضنت فى شبابها مكتب الرئيس الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية لفترة قبل أن تحتضن مكتب رئيس الجمعية الوطنية ، وشهدت كل وقائع الدولة من الاستقلال إلى اليوم وظلت بناية مميزا بطابعها المعماري المحلي الذي يناسب المناخ الموريتاني ، فنوافذها الكثيرة تضمن تهوئة منسجمة مع كل الفصول لأنها شيدت قبل دخول المكيفات. وبها طافت وتوقفت كل مسيرات العهد الديمقراطي ، وخلفها استقبل الانقلابيون مشيعيهم فى لحظات القطيعة الكثيرة.

لقد أصبحت هذه البناية معلما تاريخيا وتراثيا من معالم انواكشوط وشهدت وتشهد أحداثا وطنية مفصلية قد لا يكون آخرها رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية ، فهذا الرفض حول البناية العتيدة إلى قلعة ممانعة وإلى صرح ديمقراطي أصبح رمزا لميلاد فصل السلطات .. لكن الزمن غدار وموار ومصير البناية غير محدد بعد استفتاء إلغاء مجلس الشيوخ .. فهل يلغى المجلس وتلغى البناية وتتحول إلى حديقة رئاسية؟ أم تتم المحافظة عليها وتحويلها إلى معلمة تاريخية عمرانية تذكر الأجيال الجديدة بمراحل الدولة الأولى؟ وهل يا ترى يصوت الشعب برفض التعديلات الدستورية وتحتفظ البناية بشيوخها الأشاوس الذين ألهمتهم ممارسة حقهم الديمقراطي وحولوها إلى قلعة مقاومة وعرين ممانعة؟

أيا كانت مآلات الأمور فقد دخلت هذه البناية التاريخ وستظل ثغرا من ثغور السلطة التشريعية لن يعوزه من يحميه.

أحمدو ولد أعمر