من يوميات طالب في الغربة (ح1): اعلان النتائج ...ولحظات من فرح العمر..

جمعة, 07/14/2017 - 11:02

كانت قيلولة يوم صيفي قائظ (03يوليو1996)يقضيها عشرات التلاميذ في بهو توسعة جامعة انواكشوط...كان ذلك اليوم صحوا ولكن سماءه ملبدة بأشعة زائدة من وهج الشمس. كنت من بين أولئك التلاميذ الذين ينتظرون في ذلك المكان المقفر الا من شربة ماء تجود بها حنفية تحت أشجار قليلة هناك.

كانت الإشاعات كثيرة فتارة يقول احدهم عن الأستاذ الفلاني خرج ومعه لائحة ومن ليس فيها فهو راسب وتارة أخرى يقول بعض التلاميذ أن بعض الأساتذة اخبروهم بأن نسبة النجاح منخفضة مما يؤذن برسوب الكثيرين.. كان قلبي يدق عشرات المرات عند سماع أي خبر ليس خوفا من عدم النجاح ولكن خوفا من ضياع فرصة العمر "المنحة".

بعد صلاة العصر بساعة "لم تكن موضة الباكلوريا وقتها موجودة"البوق" وبالتالي كان لزاما على أعضاء لجنة الامتحان أن تصعد على مبنى التوسعة من الشرق مقابل ساحة لإسماع النتائج للتلاميذ...خشع الجميع مهطعين رؤوسهم وبدأت أرقام الناجحين تترى.. لم انتظر طويلا حيث كان ترتيبى الخامس في شعبة الآداب العربية..صاح بعض زملائي الموجودين من فرح المفاجأة وحملوني على الأكتاف بهجة بهذه المناسبة.. عدت إلى منزل خالتي التي كنت اقطن معها أيام الامتحان غير بعيد من الجامعة..وتتالت وفود المهنئين على خلال اليومين اللذين قضيتهما معها بعد ذلك وفيما بعد عند عودتي لأهلي في عرفات..

بعد أسبوع من الحبور الغامر أعلنت الوزارة عن شروط المنحة فقمت بإعداد ملفها ووضعته وكانت الخيارات المتاحة ثلاثة "الأدب والصحافة والتربية الإسلامية" والبلدان هي " سوريا والكويت وتونس" ففضلت خيار الصحافة بتونس تلك المهنة التي كنت اعشقها وكان حبها يكبر معي حيث كنت أقلد كبار مذيعي "بي بي سي" وغيرهم وأهفو غالى صورهم واهتم بجمعها ،كما كنت أقيم مع أخي "الأصغر" استيديو" صغيرا نبث منه في عض أسلاك الكهرباء حلقات من برامج افتراضية نعدها مع نشرات في سنة1990 .

لم تمض الا أيام قليلة حتى خرجت نتائج ملفات المنح وكان اختياري صائبا لتبدأ مرحلة أخرى تتعلق بدفع ملف جواز السفر، قمت بإعداد الملف وكلفني وقتا كثيرا بسبب عدم وجود الجنسية مسبقا ومحاولة استخراجها في سباق مع الوقت المحدد للملف "أسبوع واحد"، وبتوفيق من الله تم تخطي هذه الصعوبة ودفع الملف في الوقت المناسب وبعدها تنفست الصعداء وأخذت شهرا من الراحة قضيت بعضه في العاصمة والبعض الآخر في الريف.
في بداية شهر سبتمبر...

يتواصل

:بقلم محمد ولد محمد الأمين الملقب "العميد"
للملاحظات
[email protected]
هذه اليوميات واقعية والكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الامريكية حلقات من هذه اليوميات في كتب مترجمة باللغة الانجليزية  تدرس في اكثر من 250 جامعة ومعهد  حول العالم .