موغابي: رفض مغادرة السلطة .. فغادرته

حين غادر الرئيس السينغالي السابق سينغور السلطة طواعية سألوه لما ذا تغادر؟ فأجاب: "الحكيم من يغادر السلطة قبل أن تغادره" .. "إناء السلطة لا يستنفد محتواه". روبرت موغابي رئيس زمبابوي لم ير الأمور على هذه الشاكلة فطفق حتى بعد سن التسعين يتشبث بالسلطة ويستميت فى ذلك تارة بالرقص والخطابة وأخرى بالخرافات والشعوذة واتخاذ القرارات الشعبوية. اليوم تصدق حكمة سينغور وتغادر السلطة موغابي بصورة مشينة، فهو يشهد تخلص جيشه أمام عينيه جهارا نهارا من أعوانه المقربين ويتهكم المتحدث باسم هذا الجيش بأن الرئيس أطال الله عمره بخير وفي مكان آمن. ويروى أن موغابي الذي بلغ من الكبر عتيا بدأ "يخرف" وأصبح يعتريه بله ونوبات نسيان متلاحقة ومن يدري فقد يكون نسي أنه كان رئيسا إلى صباح اليوم .. ويبدو أن قادة الجيش العارفين بخبايا الأمور تركوا الموضوع لذاكرته التي لم تعد تسعفه إلا فى لحظات نادرة. لقد ترجل المقاوم موغابي منذ عقد من السنين حين اتخذ قرارات كرست عزلة البلاد والآن يخرج من الباب الخلفي مثيرا للشفقة فهل يكون عبرة لمن يعتبر؟