أكدت دراسة حديثة عن الشاي في موريتانيا أن 99% من الموريتانيين يتناولون الشاي، واعتبرت الدراسة أن الشاي المشروب الشعبي الأول في موريتانيا بامتياز، حيث يتناوله الموريتانيون في جميع الأوقات وكافة الأماكن، بل يعتبر من الموروث الأصيل ومن العادات والتقاليد الموريتانية العريقة.
واهتمت الدراسة التي قام بها الباحث، عبدو سيدي محمد، بتحديد نوعيات الشاي ونسبة الاستهلاك، وكذلك الأسباب الكامنة وراء الانتشار المذهل للشاي داخل الوسط الموريتاني.
وأوضحت الدراسة أن 64.6% من المستجوبين يتناولون الشاي أكثر من 3 مرات يوميا، بينما 27% يتناولونه مرتين، و8.4% يتناولونه مرة واحدة فقط.
وتباينت آراء المشتركين حول نوعيات الشاي التي تباع في موريتانيا بين 12 نوعية للشاي، وأجمع المشاركون على نقاط مشتركة لنوعية وجودة الشاي، وهي الوسطية في التركيز، أي ألا يكون شديد السواد أو رقيقا، وأن يكون مميزا بلذته ونكهته، وأن يحتفظ بطعم وذوق الشاي الأصيل، وأن يساعد على الهضم.
وتغلغلت ثقافة الشاي داخل المجتمع الموريتاني منذ سنين، وبات الناس يحرصون على مجلس الشاي أكثر من أي مشروب آخر، وأصبحت له طقوس وعادات، وظهرت في وسط الصناع حرفة جديدة أبدعها أصحابها في صنع أدوات تحضير الشاي.
ويعرف الموريتانيون بالإدمان المفرط في شرب "أتاي" كما يسمونه، ويتساوى الميسور والفقير في الإقبال على هذا المشروب الشعبي الذي يعتبر أحد أهم أساسيات الحياة اليومية في موريتانيا، ويقدم لإكرام الضيوف وفي الأعياد والمناسبات.
ويقدم الموريتانيون الشاي في أكواب زجاجية صغيرة نصف الكوب الأعلى مليء برغوة "الأتاي" والشاي في النصف السفلي، ويسمون فنجان الشاي بالكأس، ويحرصون على اقتناء أفضل أواني الشاي من إبريق وكؤوس، وتربط الثقافة الشعبية تحضير الشاي بتوفر شروط أساسية يختصرها المثل الموريتاني الذي يقول "أتاي لا بد له من 3 جيمات، الجماعة، والجمر، والجر"، ومعناه أن الشاي لا يصلح إلا بتوفر جماعة من الناس يحضر لهم "القيام"، وهو معد الشاي، وعادة هو أصغر الجماعة سنا، الشاي على جمر ملتهب، ويحرص على التأني في تقديم كؤوس الشاي 3 مرات، والإطالة بشكل يتناسب مع الفترة الزمنية التي دام فيها اجتماع المجلس.
نقلا عن العربية نت - سكينة اصنيب