رحم الله "سيدي" إسماعيل ولد سيدي عبد الله

جمعة, 01/26/2018 - 11:00
المرحوم إسماعيل ولد سيدي عبد الله

إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى...

رحم الله الوالد المعلم إسماعيل ولد سيدي عبد الله الذي لقبناه بـ "سيدي" فقد كان فعولا للخير وصولا للأرحام محبا لله ولرسوله رحيما بالضعفاء وبعامة المسلمين، برا لوالديه - وبالمناسبة  كان يعتبر من يكبره سنا أبا أو أما ومن يصغره ابنا أو بنتا- فقد اتسع قلبه لكل الناس وكان بشوشا حلو المعشر .. كان قمة فى دماثة الخلق .. وكانت لديه قدرة هائلة على التفاعل والتواصل مع الآخرين .. كان يوفق دائما فى إفادتهم بطرق تربوية فعالة.

أذكر أن المغفور له بإذن الله درسنا فى السنة الابتدائية الثانية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

ويجمع المرحوم بين الثلاثة فهو معلم أجيال وعلمه نافع مصان فى عقول الناس ينتفع به كل حين وقد حباه الله بذرية صالحة لن تبخل عليه بصالح الدعاء، وهو منفق صدقاته قديمة متصلة وستظل جارية بحول الله.

المرحوم "سيدي" سليل دوحة علم ووجاهة تليدة، فهو حفيد الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ سيديا وسليل أسرة أهل سيدي عبد الله العريقة المشهود لها بالأصالة والعلم والحلم والكرم والتقى والأريحية والشهامة وقوة الشكيمة والاستقامة، وهي أسرة أنجبت قضاة لم تخذهم فى إنفاذ العدل لومة لائم وأنجبت علماء جهابذة درسوا كل العلوم لأجيال متلاحقة من خلال التعليم الأصلي والتعليم النظامي، وامتاز "سيدي" رحمه الله بسعة معارفه وغزارة علمه وبمقارباته التربوية الناجعة التي فتقت عقول مائات التلاميذ وفتحت أمامهم آفاقا رحبة لتحصيل المعارف ومكنتهم من أن يصبحوا أطرا فاعلة فى كل مفاصل الدولة،فقد كان رحمه الله مدرسة ومحظرة وجامعة مفتوحة لطلبة العلم وطالباته على مدى 75 سنة حافلة بالعطاء.

وأختتم بمقولة طالما رددها والدي المغفور له بإذن الله محمد ولد المصطفى الملقب السيف بشأن أسرة أهل سيدي عبد الله فقد كان يقول: "أسرة أهل سيدي عبد الله أسرة الدنيا والآخرة وعلمهم (مرفود) وما راموا أمرا إلا تميزوا فيه ..".

رحم الله "سيدي" وأدخله فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصلحين وحسن أولائك رفيقا وألهمنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أ مصطفى