لو كنت نائبا لبتلميت..!!!

أربعاء, 01/31/2018 - 11:41

رغم أن خرجة الوزير الأول مجرد تظاهرة خطابية لا تغير فى الواقع شيئا فقد تحولت فى سياق المسرح العبثي والفراغ الاعلامي إلى مناسبة موسمية يذكر فيها النواب بأنفسهم ويعرج قسم منهم على هموم مقاطعتهم فى حدود الوقت "المقنن" الذي يكفى بالكاد لأخذ صورة متلفزة للنائب ولترديد اسم مقاطعته تحت قبة البرلمان مع ذكر القليل من المشاكل.

وحين تأتي لحظة ردود دولة الوزير الأول يتحدث جنابه لا محالة عن إنجازات من قبيل إنارة الشمس نهارا لعموم التراب الوطني وتوفر الأكسجين لساكنة الوطن .. وعن حوانيت أمل معلنا عن إنجاز القرن المتمثل فى تزويد تلك الحوانيت بكميات من علف المواشي مصنعة محليا وهذه المرة بعضها مدعم بمقويات.

ويضيف دولة الوزير الأول أنه فى هذه السنة تشمل الأعلاف قمحا فى وحدة موضوع لافتة بين غذاء البشر وعلف المواشي يشوبها خلط فى ترتيب الأولويات .. عند مشاهدة كل هذا العبث تمنيت أن أكون نائبا عن مدينة بتلميت القريبة جدا من نواكشوط لأسأل المهندس المخضرم عن المشاريع العمرانية والاقتصادية والخدمية العملاقة التي تنجزها حكومته فى المدنية العريقة القريبة البعيدة .. ثم أعرج على مدارس التكوين والتعليم الصحي وحتى مراكز التكوين العسكري التي برمجت حكومته إنجازها فى المدنية وعلى مرافق السياحة الثقافية والطبيعية التي رعتها حكومته فى إطار إنعاش السياحة الداخلية .. وسأذكره لا محالة بالوضعية الصحية المزرية وبترهل التعليم وبالبطالة وبانتشار الفقر المدقع وبالاقصاء وبالغبن وبالظلم الممنهج وبالحيف .. وسأستعرض معه الاجراءات الخصوصية التي اتخذتها الحكومة في عهده  والتي تكاد تغيب عنها ساكنة المدينة .. ولن يفوتني أن أذكره أن حكومته المتناعسة خلفه هي أول حكومة لا تمثل فيها المدينة لا من المنظور الجهوي - وهو سائد - ولا من منظور الكفاءات - وهي متوفرة فى المدينة - ولا من منظور الموضوعية .. وإن أسعفني الوقت فسأذكر بأخوات بتلميت من مدن البلاد المقصية وهن كثيرات.

وكانت أمنيتي ستكتمل حينما أحاول الاسترسال العبثي فى الحديث بعد إنتهاء وقتي ويشنف الرئيس محمد ولد ابيليل مسامعي بعبارته الفلكورية الدافئة "النائب لًمًقًرْ .. انتهى الوقت" وهو كذلك..!! لقد انتهى الوقت ونحن فى الوقت بدل الضائع وحسابه بيد التاريخ والشعب وليس لأي إنسان من كلامه إلا ما لم يقله بعد.

تقي الله ولد الصبار - معلم بتلميت