موريتانيا والسينغال .. أزمة بنكهة الغاز والسمك .. وأشياء أخرى

جمعة, 02/09/2018 - 10:09

لم يكن مقتل الصياد السينغالي من طرف خفر السواحل الموريتاني بالمياه الاقليمية الموريتانية مؤخرا القشة التي قصمت ظهر بعير العلاقات الموريتانية السينغالية وإن كان الفرصة التي استغلها كل طرف للتعبير عن وصول الأزمة الصامتة بين البلدين إلى المستوى الحدي للتقبل.

فالقيادة الموريتانية منزعجة أكثر من إيواء السينغال لمعارضيها ومن محتويات المكالمات المسربة بين الرئيس ماكي صال شخصيا ومعارضين موريتانيين، وهي مستاءة من حملات إعلامية يطلقها الإعلام السينغالي الرسمي والخصوصي بين الفينة والأخرى يعتبرها الموريتانيون مشوهة لصورة بلادهم ومغرضة .. ولا يقف انزعاج الموريتانيين عند هذا الحد فهم لم يهضموا بعد محاولة السنغال المستميتة الانفراد بغامبيا وإرغامها على الدوران فى فلكه على حساب علاقاتها الأخرى.

وينزعج السينغاليون بدورهم من عدم منح صياديهم رخصا ميسرة للصعيد بمياه موريتانيا الغنية بالأسماك وبتعقيد إجراءات الدخول والإقامة لمواطنيهم الذين تعتبر موريتانيا وجهتهم الأولى، ومنزعجون من دور الرئيس محمد ولد عبد العزيز شخصيا فى إقصائهم من التواجد ضمن منابر إقليمية للتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

وهنالك موضوع الغاز الذي بدأت من خلاله أزمة ترسيم معالم الحدود البرحية تطفو على السطح فما تم اكتشافه حتى الآن هو TCF40 منها 5 خالصة لموريتانيا و15 علي الحدود البحرية المشتركة والباقي داخل المياه الاقلمية السينغالية، وبالنسبة للشركات المكتشفة والمستغلة يتطلب ضمان المردودية موافقة البلدين على استغلال مشترك تحاول السنغال أن تجني أهم فوائده، في حين لا تمانع موريتانيا وتبني موقفها على أن تناسب الفوائد مع حجم احتياط كل بلد لا يعني بالضرورة احتكار أي طرف لمنشئات الاستغلال والتصدير، فالمصالح مشتركة أولا تكون.

كل هذه الملفات وغيرها بحثها الرؤساء ويتوقع أن يصار إلى حل لقضية الصيادين التقليديين السنغاليين يحترم نظام إفراغ الحمولة محليا مع مراعاة مصالح الأشقاء السينغاليين، كما يتوقع الاتفاق على مزيد من التنسيق بشأن موضوع الغاز، ويبدو أن موريتانيا تعتبر الغاز والسمك وموضوع عبور المواشي حزمة مصالح ثنائية موحدة لا يمكن فصل أي منها عن الآخر يفترض أن توازيها إجراءات حسن النية وحسن الجوار وفى طليعتها عدم إيواء أو تأطير أي نشاط سياسي أو إعلامي أو دعائي يضر بالمصالح المشتركة للبلدين التي تزداد يوما بعد يوم.

قد يوفق الرؤساء فى حللحلة كل هذه القضايا لكن ينتظر منهم اتخاذ اجراءات سريعة لبناء الثقة وتفعيل التواصل على كافة المستويات الرسمية والشعبية فذلك هو السبيل الوحيد لبناء شراكات قادرة على البقاء تخدم الجميع وبدون بناء الثقة على أسس سلمية نكون خرجنا من أزمة لندخل أخرى ويستمر الدوران فى الحلقة المفرغة.   

أحمدوت ولد أعمر