سيدي محمد سيد اعمر يكتب .. تيار الارجاف وأصحاب الأقلام المأجورة

ثلاثاء, 04/28/2020 - 00:27

عجيب أمر أولائك الذين دأبوا على تتفيه الأذهان و نهب المتاح  طيلة عقد من الزمن إذ يعربدون و يصولون و يجولون في الساحة الإعلامية ملصقين التهم و الإفتراءات بكل من لم يضع في منهجهم قدما. كل ذالك دون احتشام أو خجل مما أتوه و يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا. 

تراهم يسخرون لأهدافهم المشبوهة أقلاما كان حريا ببعضها قليل من التمعن و التثبت حتى لا تنجرف بتيار الإرجاف و أشباه أقلام لم تنبس ببنت شفة إزاء ما تكبده البلد طيلة عشر خلون. لا يسع المرء هنا إلا أن يتساءل أين كانت هي و أشباهها  أيام الإستفتاء الذي عصف بدستور البلاد  ومجلس شيوخها و رايتها و نشيدها بله المقدرات كأنها لم تخلق. و يوم صفقنا مع بولي هوندونج و أياما تتلى فيها علينا بيانات لمجلس الوزراء نابضة بالقبلية و الزبونية و الجهوية و الحقد و الإقصاء الممنهج و الفساد بكل صوره؟ أين كانت أيام كنا نجرع كؤوس البذاءة مترعة طافحة ما تذر من شيء إلا طالته و إن كان التقدم في العمر.  

أين كانت هذه الأقلام و أشباهها حال اكتفينا من الإنجاز بالتدشين و من الصفقة بالعمولة و حين وسعنا  من البؤس التهكم عليه و إذلال طوابير البائسين و وسعنا من المرض الضحك على الذقون و المسرحيات هزيلة الإخراج. أين كان هؤلاء طيلة الجفاف المتواصل حين أنكرنا شهب السنين  و و يوما هلك به الحرث و النسل  و الناس ينتجعون خلبا من الأماني؟ أين و أين و أين...؟ هي أينات كثيرات ما لهن حصر متربصات بنا على قرب عهد لها. لا سبيل  لإذابتها بالتمييع و ما يغني منها إلصاق التهم جزافا وكيل البذاءات طافحة لمن ليس كذالك و لا هو من هنالك.  

من البداهة بمكان أنه من وراء هذه الحملة فاعل معروف و مرصود تحركه دوافع معلومة و يكيد جاهدا لتحصين أوضاع هي الأخري معلومة التفاصيل على كثرتها فضلا عن المجملات على وفرتها. إزاء كل ذالك أصبح ضروريا تبيان بعض الحقائق توفيرا لجهد المتحركين والمحرك. 

أولها أن البلد بقيادة فخامة الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني و بإشراف الوزير الأول إسماعيل ول بده ول الشيخ سيدي و حكومته مختلف بالكل عن ما كان عليه الأمر سابقا و إن خالطته منه بقية فإنما ذاك حذر الإقصاء. 

ثانيها أن التوجه الحالي بقيادة فخامة الرئيس و من ورائه دعائم حكمه التي أرساها كما هي لا يستهدف   جهة بعينها للونها أو موقعها أو ماضيها مغيرا بذالك أسس اللعبة فالنتأقلم مع هذا المعطي ما أمكن. 

ثالثها أن الحكم لم يعد قائما كما كان على النكاية بجهات أو مجاميع ترضيا لشذاذ من جهات أو مجاميع أخري و إن أثار ذالك حفيظة من لم يلجوا الشأن إلا من هذا القبيل. 

رابعها أن الوزير الأول لم يتم اختياره من قبل فخامة الرئيس ضربا من الإعتباط أو نبعا من الفراغ بل هو فعل سياسي مما تعدون و خيار عملي لتدبير الشأن العام لا تطاله الفبركات السخيفة و المكائد المتأتية عن أصاغر الرؤوس. 

خامسها أن السلطة التنفيذية لن تستهدف أحدا غير أنها لن  تحد كما كان في الماضي من صلاحيات السلط الموازية فيما إذا رأت من واجبها مخاطبة فلان أو علان ضمن صلاحياتها المعهودة و ملاحقته إن هي قررت ذالك.  

سادسها أن كل حاكم متجبر تتسنى له إمكانية آنية لقلب الحقائق و فرض أكاذيبه على الناس ما دامت له و لكن هيهات منه ذالك بعد أن يولي مدبرا. 

فأين هي اليوم حقائق استالين و هتلر و شاوسيسكو و من خلا من أضرابهم غير مأسوف عليه.

 سيدي محمد سيداعمر