العالم العربي: المشرق يترنح.. والمغرب يتبدد / محمد عبد الله ولد محمدو

أحد, 12/21/2014 - 12:48
عواصم الدول العربية

اندثرت سايسبيكو.. تلاشت الحدود.. داعش تصول وتجول.. في مجال نصفه عراقي وربعه سوري والربع الآخر قد يقتطع من تركيا أو إيران.. الحوثيون اكتسحوا اليمن السني.. وشيعة البحرين على وشك انهاء الحكم الملكي في الإمارة المحمية.. ليبيا تحولت إلي ثلاث دول تتصارع فيها 27 مليشيا بعضها مؤدلج وجلها قبلي وسبيلها الوحيد للتعبير عن الذات هو القتل على البشرة والهوية الجهوية.. وتونس ترزح تحت ارهاب جبل "اشعانبة".. ومجابات مالي وموريتانيا والجزائر والمغرب الأقصى خارج سيطرة الدول تديرها عصابات المخدرات والجريمة العابرة للحدود.

على طول هذا الفضاء العربي الاسلامي لا أحد لديه استراتيجية واضحة المعالم لإدراة صراع التطرف والتشرذم المدار من الخارج.. والأخرون في الغرب المسيحي والصهيوني والشرق الأقصى ينظرون إلي دولنا كمحميات مؤقتة لتأمين تدفق المواد الأولية نحو اسواقهم المتنامية.

نحن ننهار على أكثر من صعيد.. على صعيد القيم والرؤي واستشراف المستقبل.. المشرق العربي يلفظ مشايخه وتنضب موارده.. والمغرب العربي تدحرجه ليبيا نحو انهيار حتمي وحروب قبلية وطائفية وعرقية لا بداية لها ولا نهاية.. والمأساة أن قادتنا الأشاوس يدفنون رؤوسهم المثقلة بالحسابات في رمال أجندات تجاوزتها الأحداث.. و"نخبنا" استقالت منذ عقود وامتهنت العذيطة الزبونية الماحقة.. وكأن التاريخ يعيد نفسه.. وكأننا على وشك سقوط بغداد وانهيار الدولة العباسية.. أو سقوط الأندلس وانهيار آخر دولة أموية.. نحن في الحقيقة على وشك سقوط كل العواصم العربية من دمشق إلي طرابلس.. ومن صنعاء إلي المنامة.. نحن في الحقيقة ادخلنا عهود الانهيارات وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ منذ عقود قديمة.. والآن نوشك أن نصل النهاية ويسدل ستار التاريخ.

هو الاعصار قادم من كل الاتجاهات فما لنا لا نبادر ونتوصل قبل فوات الأوان لكلمة سواء تعصمنا من بطشه المؤكد؟ هل نسلم هذه الربوع المباركة التي ضحى الأجداد من أجلها واختارتها السماء لرسالاتها ووهبتها الموارد لهذا المصير القاتم؟

طفح الكيل أيها القوم..!! فإلي عقولكم إذا كان ما يزال هنالك متسع من الوقت للتفكير والفعل...!!!

                             محمد عبد الله ولد محمدو

                         [email protected]