لذي أعرفه أن تكريم الوالد الدكتور مصطفى سدات، وطنيا ودوليا بمناسبة مرور 75 سنة على تأسيس منظمة الصحة العالمية، تكريم مستحق..
الدكتور مصطفى سدات من أوائل الأطباء في بلادنا، رجع من فرنسا بدكتورا في الطب في آخر الستينيات، وتزامن رجوعه مع موجات الجفاف المتلاحقة التي ضربت جميع أنحاء البلاد، وتسببت في أزمة صحة عمومية في البلاد لا نظير لها..
عمل الدكتور ميدانيا في جميع أنحاء البلاد، وفي مدينتي تيجگجه وبتلميت بالخصوص، ونشط في إغاثة المنكوبين وعلاج المرضى والمعوزين، وتحمل في ذلك فوق طاقة البشر العاديين بحس وطني مرهف وأمانة منقطعة النظير، وأخلاق رفيعة وطيبة نفس متأصلة..
إن كانت أجيال اليوم لا اطلاع لها على كثير من ذلك، فقد عرفته أجيال من الرجال والنساء، والصغار والكبار في السبعينيات والثمانينيات، وحاز على لقب: طبيب الشعب، وبه كان يخاطب..
ثم عمل بنفس النَّفَس في الإدارة المركزية، وشغل مناصب إدارية طبية عديدة، وكان مع ذلك الطبيب الخاص لعدد كبير من رجال الدولة بمن فيهم الرئيس الأول المختار ولد داداه رحمه الله، وطبيبا خاصا لكثير من الأعيان والمشايخ، والناس العاديين..
ثم عمل أكثر من عشرين سنة ممثلا مقيما لمنظمة الصحة العالمية في دول افريقية عديدة، ومعها كان سفيرا اجتماعيا لموريتانيا، وظل بيته مفتوحا للجميع، ويده ممدودة لعون كل من يحتاج إلى عون..
بعد التقاعد فتح عيادة للطب العام في نواكشوط يعفى من رسوم الدخول إليها من يزيد عمره على 70 سنة، ومن يقل عمره عن عشرين سنة، وفي السنوات الأخيرة أصبحت مجانية بالكامل..
مع مواكبته لحالات عدد كبير من المرضى ومتابعة فحوصهم وعملياتهم وعلاجاتهم الأخرى في جميع المستشفيات، وذهابه بنفسه إلى العديد من المرضى في بيوتهم لتقديم الاستشارات الطبية لهم..
وما يزال مسكونا بهموم ومشاكل الصحة العمومية في موريتانيا يقدم فيها الرأي والاستشارة عن خبرة ودراية عميقين..
حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية وطول العمر..