التقرير السنوي الذي تصدره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة"الفاو"عن حالة الأغذية والزراعة حول العالم ، أكد أن المنظمة بعيدة كل البعد عن واقع الشعوب والمجتمعات ، وأكد أن العالم في أمس الحاجة لمنظمة جديدة تتجاوز به حالة الشلل التي يعيشها النظام الدولي بفعل الأمم المتحدة بمختلف مؤسساتها وفي كل القطاعات .
الفقرة التي تحدثت عن موريتانيا وهي مقتضبة جدا، وتحدثت عن سوء التغذية وعن حالة جفاف وجوع مقبلة على موريتانيا، هي فقرة تؤكد غياب المصداقية لدى المؤسسة وتؤكد ان كل مصادرها غير مباشرة وعن طريق وسائل إعلام او "اخبار"غير موثوقة .
موريتانيا يا تقرير "الفاو" شهدت هذا العام احسن مواسم الخريف والمطر ، وهو مايعني أنها مقبلة على موسم رعوي وزراعي واعد على كل الأصعدة والمناحي ، وهو مايعني أن الثروة الحيوانية التي هي العمود الفقري في التغذية بالنسبة للإنسان الصحرواي غير مهددة ابدا ومستمرة في التكاثر وفي الإستقرار كمرتكز مهمة للتغذية .
موريتانيا يا تقرير "الفاو" بغض النظر عن المطر وبغض النظر عن ما يخلفه شح الأمطار من جفاف لاقدر الله، تمتلك عدة بدائل تجعلها من البلدان البعيدة عن التهديد بالمجاعات وبسوء التغذية ، موريتانيا تملك واحد من أغنى شواطئ العالم بمختلف انواع الأسماك وقادر في أسوأ التقديرات على أن يؤمن التغذية للأجيال الموريتانية تحت كل الظروف فترة طويلة من الزمن دون الحاجة لأي بدائل أخرى .
موريتانيا تملك ضفة نهر خصبة قابلة لجميع انواع الزراعات، وقادرة على أن تصبح سلة غذاء للشعب الموريتاني ردحا طويلا من الزمن دون الحاجة للمصادر الأخرى .
موريتانيا يا تقرير "الفاو" أقل من ثلاثة ملايين نسمة على أكثر من مليون كلمتر مربع من المساحة وبإطلالة بحرية نادرة وبضفة نهر خصبة وبثروة حيوانية من أكثرها في العالم ، فبأي معطى ووفق أي إحصاءات يمكن ان تصنف لدى "مقرريكم" من البلدان المهددة بالجوع والجفاف، وتصنف لديكم ضمن قوائم سوء التغذية .
قد تختلف طبيعة الثقافة الغذائية بحكم ثقافة الشعب، وقد لاتكون التصنيفات والإعتبارات العالمية للجودة الغذائية داخلة ضمن الأولوية الموريتانية ، وفي حسبان المواطن الموريتاني ، لكن لايعني هذا تصنيفها ضمن القوائم السوداء، ولايقدم صورة عن وضعها الإقتصادي ولا عن مستقبل الإستقرار الغذائي للمواطنين .
الصورة النمطية التي تسيطر على ذهن كتاب تقرير "الفاو" منفصلة عن الواقع ومتحيزة لنموذج معين على أساسه تصدر أحكامها وبالضرورة تكون ظالمة وقاسية في حق الآخر ، لكن مثال بسيط يضرب هذه الصورة وهو أن مختلف الصعوبات السياسية والخلافات في الشارع الموريتاني لم تقدم اي فاعل سياسي او معارض للخروج بمثل ما كتب في تقرير "الفاو" ولايوجد اي تخوف لدى الشارع الموريتاني من موسم جفاف أو من حالة جوع بسبب معرفته بإمكانت بلده التنموية والزراعية والرعوية وثرواته السمكية، ومختلف مصادر عيشه ورزقه المتنوعة والمتعددة.
يمكن "للفاو" أن تنشد مناطق أخرى من العالم أكثر حاجة لمثل هذه الدراسات وهذه التقارير ، وأدعى لموقف دولي عاجل بالمساعدات وبالتدخلات الإنسانية .
موريتانيا بخير ومستقرة ولن يعدم اهلها ما يأكلون وهم ينامون على أهم ثروات العالم الحيوانية ويجاورون واحدا من أغنى شواطئ الدنيا ..موريتانيا بخير يا تقرير "الفاو".
بقلم: جعفر محمود