تحدثني قائلة:صباح ششتوي قارس...وطابور طويل امام بل بورسات. الجامعة.اشياء تنبأني ان اليوم سيكون شاقا ...لولا ان مرت علي صديقة حميمة تمتد صداقتنا لماقبل الاعدادية....فتاة من اسرة ثرية ...من قلة لم تؤثر مباهج الحياة المحيطة بهم علي حسهم المرهف...ولم تنسهم اموال اليوم حساب الغد....جذبتني من مكاني في الطابور ثم اختلت بي في زاوية قريبة همست في اذني ...باركيلي ...هجرته ...تركته تبت منه...الاهل لايقبلونه وانا ابرأ الي الله من علاقة لاتقود الي زواج...صبرت لسنوات فرفضوه لعوزه وبطالته....كان الله وبقي ..رغم حبي له ..كان الله وبقي.وقبل ان اجيب او اعلق ولت مغادرة بعد ان قبلتني في جبيني قبلة لاانسها ...كان عامنا الجامعي الاخير يوشك ان ينصرم..ونحن ننتظر منحة الجامعة لنغادر.....سافرت الي البادية دون ان تسعدني الاقدار بلقيا منها استمع فيها من قريب لتفاصيل وكواليس انفصالهما.
أقرأيضا: قرار موريتانيا حظر "الدراعة" يثير غضب الأساتذة والمعلمين
جاء الصيف والخريف وتعاقبت الاعوام وهي خارج البلاد ...وبعد ان كنا لانفترق في اليوم الا لساعات اضحينا لانلتقي في العام الا لدقائق قصيرة عبر مكالمات دولية مااتبرد لخلاك...ثم انقطع التواصل نهائيا...اتصلت علي خالة لها فلم تتجاوب معي....اول امس وانا في طابور طويل انتظر دوري الاسجل قريبة لي ..احسست بالملل فنبهت احداهن علي مكاني ورحت اتجول في فناء الجامعة الجديدة...تعثرت بي سيدة كادت تسقط يبدو انها مستعجلة تتبعها فتاة انيقة ..تفحصت ملامحها ...انها خالة حياة :..هرولت خلفها وهرعت اساءلها ...حياة منين اريد رقمها...ماجديدها...لم تجب السيدة...رمقتني الفتاة بنظرة كسيرة وقالت لي ....ماتت وهي تلد وبقي غلامها....الكلمات لاتصف صدمتي...والمحيط لايطفئ حرقتي...تذكرت اية سورة البقرة ...الذين اذا اصابتهم مصيبة ....اتراني يوم التقيتها وهي مستعجلة كنت اتصور انها لحظات وداع وقبلات فراق ابدي....ايام وليالي من الحزن الاليم...يالحظها علي الاقل تابت من ذنوبها واخلصت وهجرت محبوبها لوجه الله...ومااكثر الذي يموتون دون توبة...واكثر منهم المغرورون الذين يظنون ان العمر سيظل ينفسح ويسوفون التوبة.....ياربي تايبالك
نقلا عن صفحة المدون فطمة ماموني على الفيسبوك