عينت فاطم فال منت اصوينع وزيرة للشؤون الخارجية والتعاون على رأس قطاع تقوده نساء إحداهن مكلفة بالموريتانيين في الخارج والثانية أمينة عامة.
والتعيين كما هو معلوم قرار يتخذه الرئيس، وأخاله نثر كنانته فوجد منت اصوينع أذكاها جذوة وأكثرها شبابا وحماسا وأسهلها إبانة بلغة شاكسبير.. ثم هي في أذهان الدهماء من فئة المحكوم عليه ولد امخيطير رغم أنه لا شيء يجمعها به على أرض الواقع إلا تعاطف مكبوت مع حراك لمعلمين، تضاف إلي ذلك مقارباتها الثقافية الخاصة التي انعشت ليالي شنقيطي بأصناف تراثية أنبتتها ضحالة الحاضر.
لست ضد ترقية بنت اصوينع فلها كامل الحق في ذلك ولست ضد التمييز الإيجابي في حق النساء.. ولكني مع توخي النجاعة والخبرة في إسناد المهام العمومية البالغة الأهمية والحساسية، فالدبلوماسية اليوم علم وفن وممارسة ودربة وخبرات متراكمة ومسارات مهنية محددة وهي الخط الأول للدفاع عن المصالح وصيانة الأمن الوطني ويصعب أن تكون لعبة حظ وهواية.
عينت منت اصوينع وستسافر وتتأنق كما فعلت أخوات لها سبقنها لنفس المسار، ماوسعها ذلك لكن ما هي مردودية ذلك على البلاد؟
ما هي الإضافة التي ستضيفها للدبلوماسية الموريتانية المشخصنة الراكدة؟
ما مدى سلامة المنطق الذي جعلها تنتقل مباشرة من سهرات مهرجان شنقيطي إلي رتابة اللقاءات الدولية حيث تصاغ مصالح الدول؟
هل يعني ذلك مواصلة نهج مفاده أن كل إنسان يصلح لأي شيء وأن العبرة في من يعينه ويختاره لذلك؟ إذا كان الأمر عندنا كذلك فالخارجية والداخلية والثقافة والسياحة والرياضة والسباحة مسميات لم تعد لها أية دلالة مهنية وباستطاعة أي كان أن يكون على رأس احداها.
في جميع الأحوال لا يتوقع أن تفشل أو تنجح الوزيرة الجديدة ولن يعدم ولد امخيطير وستستمر الدبلوماسية الموريتانية كما هي تعيش على ذكريات الماضي في عالم موار يتشكل بسرعة مخيفة.
محمد عبد الله / محمدو
مواضيع ذات صلة:
القطاع المالي: كلهم خرجوا.. وبقي سيدي إلي حين
لما ذا تمت إقالة وزير الخاجية وويز المالية وزير التشغيل والتكوين المهني ؟