العلاقة بين السياسية والجنس علاقة حميمة.. قد تضمحل حين تطغي المبادئ والقيم الفاضلة ويتسامي الساسة.. ولكنها تتعاظم وتتضخم حين تندثر المبادئ وتتحول السياسة إلي لعبة مصالح ونزوات وحظوظ مشخصنة، وتتحول المنفعة إلي غاية تبررها كل الوسائل.
السياسة عندنا اغراء واغواء يوظفان ترغيبا وترهيبا في فضاءات اجتماعية مفتوحة.. ويبدو أن أعدادا متزايدة من نسائنا ادركن أن مفتاح قلب وعقل الرجل الموريتاني يقع بين فخذيه وأن طريق الإغراء اقصر طرق الفعل السياسي في الزمن الرديئ.. لذلك كثيرا ما يرد الناس نجاح هذه "المرأة" أو تلك إلي "انسيابية" علاقاتها المشبوهة مع الجنس الخشن من رأس هرمه إلي أسفل قاعدته، وكثيرا ما يتساءلون عن عدد محظيات هذا المسؤول أو ذاك فمن الصعب بل من المستحيل تصور مسؤول بدون محظيات.
والغريب أن توظيف الجنس متفق عليه موالاة ومعارضة، فالمواليات يمارسنه مع فحول المعارضة والمعارضات يمارسنه مع فحول الموالاة ومخنثيها.. والمعارضات الناطحة والناصحة توظفه مسيارا وزواجا سريا وزيجات متعددة وتدبج الفتاوي ومخادعها حمراء، وتعتبر أن نجاحها الأهم هو في محاربة العنوسة السياسية.. أما الموالاة فلا يشق لها غبار وتوظيفها لمقاربات النوع غريب عجيب، وممارسات فحولها ووعودهم وشطحاتهم الجنسية لا تخطر على بال.. إنهم يكتبون مبادئهم بالجنس لساعات طويلة.. ويبحثون عن وسائل لذلك في باقي الأوقات وهم في رحلات "صيد" و"قنص" خلال رحلات صيد مراسيمية تنظم على المقياس.
الواقع أن الإغراء والإغواء والجنس تحتل الحيز الأكبر من انشغالات الفاعلين السياسيين.. ففي زمن نهاية الإيديولوجيات أصبح الجنس الإيديولوجية الوحيدة الجامعة وهو أرضية اللقاء والحوار وأرضية التشاركية المطلقة وأرضية تقاسم الثروة والسلطة وأرضية إدارة الصراعات.. الجنس أصبح قطاعا إنتاجيا مدرا للدخل وغير مصنف ويتسع للجميع وكل نسب النمو في هذا المجال من ثلاثة أرقام فما فوق.